مايو 01, 2020

من على متن سيارة 24 HP.. حكاية ألفا روميو من الجذور إلى أولى الانتصارات

يسرد تاريخ ألفا روميو الكثير من قصص النجاح والانتصارات التي سطرها أبرز الشخصيات في عالم صناعة السيارات، من على متن سيارة 24 إتش بي، عبر سنوات  من الإبداع والرقي للوصول بسيارات ألفا روميو لتصميم مميز وتاريخ عريق، وفي هذا المقال نسرد قصصٌ ممتعة غير منشورة سابقاً وصورٌ من الأرشيف تُعرض في متحف ألفا روميو، ويتناول المقال الأول حكايات السيارة الأولى: طوربيد أنيق بسرعات تصل إلى 100 كيلومتر في الساعة.

الفرنسي من نابولي

بدأت قصتنا رسمياً في 24 يونيو 1910، مع تأسيس شركة A.L.F.A (أنونيما لومباردا فابريكا أوتوموبيلي). لكننا سنبدأ قبل بضع سنوات، شابٌ فرنسي ذو شاربين وغريزة لافتة للأعمال.

باشر بيار ألكساندر داراك مسيرته المهنية كمدير لمصنع للدراجات الهوائية في بوردو، قبل أن يقع في حبّ السيارات. وهكذا بدأ ينتج السيارات في فرنسا وقد حقق نجاحاً لافتاً، ليبدأ فتح فروعاً في لندن ومن ثمّ في إيطاليا، ولكن صعوبة التنقل وإختلاف أذواق الإيطاليين، قرر دراك لتصفية شركته.

كافالييه من ميلانو

كافالييه أوغو ستيلا، المدير الإداري الذي يعمل مباشرة تحت إدارة داراك، واحداً من الأشخاص الجريئين الذين مهّدوا الطريق أمام حكاية ألفا روميو، بعدما فطن لسر النجاح، رجل التصميم المناسب.

ميروسي

عشق غيسيبي ميروسي السيارات، وفي خريف عام 1909، طلب منه ستيلا تصميم سيارتين جديدتين تماماً في نطاق قوة 12 و24 حصاناً، مع تصميم يتلائم وذوق العملاء الإيطاليين مع هيكل أنيق،وفي 1 يناير 1909، أرسل المصمم الشاب، مخططات السيارة الأولى إلى المكتب الفني.

سيارة 24 إتش بي

لعلّه وللمرة الوحيدة في تاريخ السيارات، تم صنع الطراز قبل تأسيس العلامة التجارية التي ستبيعها. كان طراز 24 HP مجهّزاً بمحرك أحادي الكتلة (غير شائع في ذلك الوقت)، ومؤلفاً من 4 أسطوانات، ويتّسع لـ4 لترات مع 4 لترات من الإزاحة وينتج قوّة تبلغ 42 حصاناً مع ناقل حركة واحد للعجلات الخلفية.

بلغت السيارات سرعات مرتفعة تصل إلى 100 كلم/س، وقد تمّ بناؤها بعناية ودقّة فائقتين، تمتّعت السيارات بأداء متفوّق على الطرقات.

وكانت سيارة A.L.F.A الأولى سيارة ألفا روميو ، تعكس جاذبية آسرة تجعلها تتألّق في سجلّات صناعة السيارات،وقدّم ميرسي، طراز 24 HP Corsa بوزن أقل وقوة أكبر وقوة دفع أكبر.

دخلت “ألفا” عالم السباقات، وجاء الانتصار الأول في سباق بارما- بوجيو دي بيرسيتو عام 1913 حيث حلّ السائق نينو فرانشيني في المركز الثاني بشكل عام والأول في فئته.

طراز 40/60 HP

قرّرميروسي، الانطلاق نحو السباقات، وبناء سيارة بمحرّك ذو مفهوم جديد، وجاءت النتيجة على شكل 40/60 HP Aerodynamic Ricotti Torpedo، تصل إلى سرعة قصوى تبلغ 139 كلم/س.

سيناتور الهندسة

نيكولا روميو، عضو مجلس الشيوخ المستقبلي في مملكة إيطاليا، شخصية أساسية أخرى في حكايتنا. فلقد اشترى خلال الحرب العالمية، كبرى شركات هندسة الآليات، وحين طلب بنك إيتاليانا دي سكونتو تصفية شركة “ألفا”، كان هو جاهزاً لشرائها.

قرر روميو بيع منتجاته من خلال الجمع بين “ألفا” ولقبه “روميو”. وكانت المركبات الأولى التي تحمل اسم العلامة التجارية الجديدة هي 20-30 HP والنسخة الرياضية منها ES Sport. وبالتالي كانت السيارات التي اتبعت المسار الذي بدأه ميروسي قبل الحرب أنيقة وسريعة وذات شخصية واضحة وصريحة.

في سنوات ما بعد الحرب، وصل سائقو السباق مثل غيسيبي كامباري وأنطونيو أسكاري وأوغو سيفوتشي والشاب إنزو فيراري إلى صفحات أوروبا الأولى،وغيرها من الإنتصارات،  والشيء الوحيد الذي كان مفقوداً كان الفوز العالمي الأوّل.

تحفة ميروسي

التحفة الثالثة من إبداع ميروسي. محرك سعة 3 لتر، بقوة 56 حصاناَ، ومحرّك مؤلّف من 6 أسطوانات أحادي الكتلة برأس قابل للنزع،فاز سيفوتشي بالنسخة الخامسة عشر من سباق تارغا فلوريو، وكان الفوز الأوّل على سلسلة طويلة من الانتصارات، مع شعار “كوادريفوليو” الذي أصبح جزءاً لا يتجزّأ من إرث العلامة وتاريخها.

المصمّم الذي قدّمته فيراري

أدخل المهندس الشاب فيتوريو جانو من بيدمونت الذي عمل على “فيات”،أفكاراً ثورية على ألفا روميو، مثل السحب القسري لمحرّكات الإزاحة المنخفضة مع الأفكار الناجحة، والتي سحقت كلّ المتسابقين على حلبة كريمونا بمتوسّط سرعة بلغ 158 كلم/س.

وقد أوصلت انتصارات P2 “ألفا روميو” إلى القمّة في عالم السباقات. وعام 1925 فازت ألفا روميو في بطولة العالم الأولى لسباق غران بري، واحتفالاً بالنصر، تمّت إحاطة شعار ألفا روميو بإكليل الغار.

أهم المقالات