سبتمبر 07, 2018

شاحنة ذاتية القيادة تنهي رحلتها الأولى بنجاح

لقد انطلق عصر التكنولوجيا الذكية في عالم السيارات من دون رجعة، ويبدو أن القيادة الذاتية قادمة لا محالة وبسرعة فاقت التوقعات. وجديدها رحلة ذاتية القيادة بطول 40 كيلومترا هي الأولى من نوعها في كوريا الجنوبية، أكملتها شاحنة ذاتية القيادة من هيونداي من طراز “إكساينت” على طريق سريع داخل البلاد.

الشاحنة الثقيلة التي يبلغ حملها الأقصى 40 طنا، تم تزويدها جزئيا بنظام للقيادة الذاتية من المستوى الثالث يتوافق مع معايير جمعية مهندسي المركبات. فباتت شاحنة ذاتية القيادة قادرة على التحكم بالتوجيه وزيادة السرعة وإبطائها والمناورة على الطرقات من دون أي تدخل بشري.

الرحلة التي اتسمت نتائجها بالنجاح المطلق تثبت أنه بالإمكان اللجوء إلى تقنية القيادة الذاتية المبتكرة لإحداث تحوّل في قطاع اللوجستيات التجارية واستخدام أي شاحنة ذاتية القيادة في نقل البضائع.

وفي هذا السياق، أوضح مدير إدارة مجموعة الأبحاث والتطوير للمركبات التجارية لدى هيونداي موتور د. مايك زيغلر أنه “ما زال يستخدم السائق البشري للتحكّم بالشاحنة يدويا في بعض المواقف خلال هذه المرحلة، لكنني أعتقد أننا سنحقق أتمتة من المستوى الرابع في وقت قريب، ونحن نعمل باستمرار على تحسين قدراتنا التقنية وتطويرها”.

تفاصيل الرحلة

قامت شاحنة ذاتية القيادة من هيونداي باجتياز الطريق السريع بين ويوانغ وإنتشون في كوريا الجنوبية في 21 أغسطس الماضي، بالتعاون مع شركة “غلوفيس” التابعة لمجموعة هيونداي. وطوال الرحلة التي استغرقت ساعة واحدة على طول واحد من أكثر طرق الشحن ازدحاما في كوريا الجنوبية، حافظت الشاحنة على بقائها ضمن حدود السرعة القصوى على الطريق السريعة والبالغة 90 كيلومترا في الساعة.

ومكّنت المزايا التقنية المبتكرة داخل شاحنة ذاتية القيادة من هذا النوع من الحفاظ على مسارها في حدود مسارب الطريق أو تغييرها عند الحاجة، أثناء حركة المرور الطبيعية، وذلك على الرغم من وجود سائق بشري على متنها لتولي السيطرة عليها يدويا إذا اقتضت الظروف. كما تمكّنت الشاحنة من الكشف عن تغيير المركبات التي أمامها لمساربها، فضلا عن التنقل عبر الأنفاق، وتنفيذ التوقف الكامل أو زيادة السرعة تبعا لحركة المرور على الطريق.

تقنيات شاحنة ذاتية القيادة

تعتبر الشاحنة أطول بنحو ثلاث مرات ونصف من سيارة سيدان مدمجة، وأعرض منها بنحو 1.4 مرة، كما أن وزنها وهي فارغة أثقل بـ 9.2 مرات، وهو ما يتطلب نظاما متقدما ومتكاملا للقيادة الذاتية.

بناء على ذلك، زوّدت هيونداي موتور الشاحنة بأجهزة استشعار مماثلة لتلك المستخدمة في سيارات السيدان ذاتية القيادة، مع أجهزة استشعار إضافية محسَّنة خاصة بالشاحنات الثقيلة، مثل جهاز لاستشعار زاوية الجرّ وجهاز استشعار راداري خلفي، ما يعني أن بالإمكان مرور الشاحنة بأمان وثبات على المنعطفات الحادة.

وتتم مزامنة البيانات التي يجمعها كل جهاز استشعار مع خريطة عالية الوضوح تنقل المعلومات إلى وحدة تحكم إلكترونية لمعالجتها واتخاذ قرارات دقيقة لكل حالة، وبالتالي التحكم في السرعة والتوجيه والكبح.

كما استخدمت هيونداي موتور نظاماً جديداً للتحكّم في توجيه شاحنة ذاتية القيادة طورته شركة “موبيس” التابعة لها، ويتيح نظام التوجيه الهيدروليكي العامل بمحرك خاص، والمسمّى اختصاراً MAHS، آلية توجيه دقيقة تتحكم بزاوية التوجيه وفقاً للقرار الذي اتخذته وحدة التحكم الإلكترونية، ما يقلّل من الجهد المطلوب لتوجيه الشاحنة، ويخفف بالتالي من إجهاد السائق.

أهم المقالات