منذ عودته إلى البيت الأبيض، لم يُخفِ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استياءه من الفارق الكبير في أعداد السيارات الأمريكية المباعة في أوروبا مقارنةً بالسيارات الأوروبية في الولايات المتحدة. وقد بدأ بالفعل بالضغط عبر الرسوم الجمركية، مستهدفًا علامات أوروبية فاخرة مثل مرسيدس-بنز.
لكن رئيس مرسيدس أولا كالينيوس لديه خطة مقترحة توصف بأنها “عادلة ظاهريًا، ولكن مربحة فعليًا لأوروبا” – وهي تقوم على مبدأ المعاملة بالمثل.
لكل سيارة أمريكية تدخل أوروبا… سيارة أوروبية تدخل أمريكا بدون جمارك
اقترح كالينيوس أن تقوم أوروبا بإلغاء الرسوم الجمركية على السيارات الأمريكية، بشرط أن تُمنح السيارات الأوروبية الإعفاء نفسه عند دخول السوق الأمريكية. وقال في تصريح نقله “رويترز”:
“لكل سيارة تغادر أوروبا أو أمريكا، تدخل سيارة من الجهة الأخرى بدون رسوم.”
وأوضح أن هذا الاقتراح قد طُرح بالفعل ضمن المفاوضات الجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة كأحد السيناريوهات المحتملة لتخفيف التوتر التجاري.
مفاوضات على مستوى الاتحاد الأوروبي… ومرسيدس تلعب دور المستشار
رغم أن مرسيدس ليست طرفًا رسميًا في هذه المفاوضات، إلا أن كالينيوس أكد أن الشركة تعمل مع صناع القرار السياسي في الاتحاد الأوروبي والصين والولايات المتحدة، مشيراً إلى أن الشركة “تُقدم رؤى وسيناريوهات حول تأثير هذه القرارات على الصناعة”.
هل تنجح السيارات الأمريكية في السوق الأوروبية؟
ورغم جهود ترامب لتحقيق “العدالة التجارية”، إلا أن الاختلال في المبيعات بين الطرفين له أسباب واضحة. من أبرزها:
- ارتفاع أسعار الوقود في أوروبا مقارنةً بأمريكا، ما يجعل السيارات الأمريكية الكبيرة والمستهلكة للوقود أقل جاذبية.
- حجم السيارات الأمريكية، خاصة شاحنات البيك أب، التي لا تناسب شوارع أوروبا الضيقة والبنية التحتية المحدودة في المدن التاريخية.
الأرقام توضح الفجوة:
بحسب BBC، تم تصدير أكثر من 692,000 سيارة أوروبية إلى الولايات المتحدة في عام 2022، مقابل 116,000 سيارة أمريكية فقط دخلت السوق الأوروبية.
من المستفيد الحقيقي من خطة الإعفاء المتبادل؟
في حال تطبيق اقتراح مرسيدس، ستكون الشركات الأوروبية هي الرابح الأكبر، حيث ستحافظ على حصتها الكبيرة في السوق الأمريكية، بينما يبقى تأثير السيارات الأمريكية في أوروبا محدودًا بسبب الاختلافات البنيوية في التكاليف والتصميم والبنية التحتية