July 17, 2025

صدمة في عالم السيارات النظيفة: ستيلانتس توقف برنامج الهيدروجين فجأة! لماذا تراجعت عملاق السيارات قبل الإطلاق؟

مقدمة: في خضم السباق المحموم نحو أنظمة الدفع النظيفة، تتخذ الشركات الكبرى قرارات حاسمة قد تغير مسار التكنولوجيا. ففي خطوة مفاجئة، أوقفت مجموعة ستيلانتس (Stellantis) برنامج تطوير خلايا وقود الهيدروجين لديها، وذلك قبل أسابيع قليلة من الموعد المقرر لبدء الإنتاج الضخم. هذا القرار يُثير تساؤلات حول مستقبل تقنية الهيدروجين في صناعة السيارات، خاصة بعدما كانت ستيلانتس تعتزم إنتاج شاحنات فان تعمل بالهيدروجين في فرنسا وبولندا هذا الصيف.

أسباب التراجع: تحديات البنية التحتية والتكاليف المرتفعة

أعلنت ستيلانتس عن إلغاء خططها، مستشهدة بجملة من التحديات التي تقف في وجه انتشار هذه التكنولوجيا في المدى القريب والمتوسط:

  • البنية التحتية المحدودة للتزويد بالهيدروجين: لا تزال محطات التزود بالهيدروجين نادرة ومكلفة، مما يعيق تبني المركبات التي تعمل بهذه التقنية.
  • التكاليف الرأسمالية المرتفعة: يتطلب تطوير وإنتاج سيارات الهيدروجين استثمارات رأسمالية ضخمة لا تتناسب مع العائد المتوقع حالياً.
  • ضعف حوافز الشراء: لا توجد حوافز قوية كافية للمستهلكين تدفعهم لتبني المركبات التجارية الخفيفة التي تعمل بالهيدروجين (LCVs).

ترى الشركة أن المركبات التجارية الخفيفة التي تعمل بالهيدروجين لن تشهد انتشاراً واسعاً قبل نهاية العقد الحالي، مما دفعها لإعادة تقييم استراتيجيتها.

تصفية الشراكة مع Symbio: صدمة للمستثمرين

تدرس ستيلانتس الآن خياراتها المتعلقة بشركة Symbio، الشركة المصنعة لخلايا وقود الهيدروجين، والتي استحوذت ستيلانتس على حصة 33.3% فيها عام 2023. Symbio هي مشروع مشترك مع شركتي Michelin وForvia، وتهدف إلى توسيع نطاق إنتاج المركبات التي تعمل بالهيدروجين في أوروبا وأمريكا الشمالية.

ذكرت بلومبرغ أن قرار ستيلانتس فاجأ شركة Michelin، واصفة انسحاب ستيلانتس بـ “غير المتوقع”، مشيرة إلى أنه قد يؤدي إلى فقدان وظائف. ومع ذلك، تؤكد ستيلانتس أنها ستحافظ على مستويات التوظيف الحالية في مواقع الإنتاج لديها، وسيتم إعادة توزيع الموظفين العاملين في البحث والتطوير المتعلق بالهيدروجين إلى مشاريع أخرى داخل الشركة.

تصريح ستيلانتس: “سوق متخصص بلا استدامة اقتصادية”

علق جان فيليب إمباراتو، الرئيس التنفيذي للعمليات في ستيلانتس لأوروبا الموسعة، قائلاً: “في سياق حشد الشركة للاستجابة للوائح ثاني أكسيد الكربون الصارمة في أوروبا، قررت ستيلانتس وقف برنامج تطوير تكنولوجيا خلايا وقود الهيدروجين. لا يزال سوق الهيدروجين قطاعاً متخصصاً، بدون آفاق للاستدامة الاقتصادية على المدى المتوسط. يجب علينا اتخاذ خيارات واضحة ومسؤولة لضمان قدرتنا التنافسية وتلبية توقعات عملائنا من خلال هجومنا على المركبات الكهربائية والهجينة للركاب والمركبات التجارية الخفيفة.”

تحول مفاجئ في الموقف؟

تُعد هذه الخطوة بمثابة تراجع كبير عن خطط ستيلانتس التي أُعلنت في يناير 2024، حيث كانت الشركة قد وضعت خططاً لطرح ثمانية أنواع من المركبات الكهربائية التي تعمل بخلايا الوقود من شاحناتها التجارية المتوسطة والكبيرة ضمن مجموعة Stellantis Pro One. هذه الموديلات كانت لتشمل: Citroen e-Jumpy و e-Jumper، Fiat E-Scudo و E-Ducato، Opel/Vauxhall Vivaro و Movano، و Peugeot E-Expert و E-Boxer.

في ذلك الوقت، كان جان ميشيل بيليج، المدير التنفيذي للتكنولوجيا في قسم التنقل الهيدروجيني في ستيلانتس، قد وصف هذه الخطوة بأنها دفعة استراتيجية للحفاظ على ريادة الشركة في ابتكارات الهيدروجين.

ورغم أن الإعلان الجديد يبدو كتغيير مفاجئ في الرأي، إلا أنه تجدر الإشارة إلى أن ستيلانتس لم تكن دائماً مؤمناً راسخاً بإمكانات تكنولوجيا الهيدروجين. ففي عام 2021، صرح الرئيس التنفيذي السابق لستيلانتس، كارلوس تافاريس، أن صانعي السيارات الذين يضغطون باتجاه المركبات التي تعمل بالهيدروجين كانوا متأخرين عن منحنى تكنولوجيا البطاريات والمركبات الكهربائية.

مستقبل الهيدروجين: هل تتخلى عنه الصناعة؟

على الرغم من انسحاب ستيلانتس، لا يزال العديد من صانعي السيارات يواصلون الاستثمار في تكنولوجيا الهيدروجين، ومن بينهم تويوتا، بي إم دبليو، هيونداي، هوندا، ورينو، الذين يرون جميعاً إمكانات كبيرة للهيدروجين في أنظمة التنقل المستقبلية. هذا يطرح سؤالاً مهماً حول ما إذا كان قرار ستيلانتس سيؤثر على الاستثمارات الأخرى في هذا المجال، أم أنه مجرد إعادة تموضع لعملاق واحد في سوق متغير باستمرار.

أهم المقالات