شهدت الساحة الأمريكية مواجهة غير مسبوقة بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ورئيس تسلا وسبايس إكس إيلون ماسك، أدّت إلى تراجع كبير في أسهم تسلا بنسبة تجاوزت 14%، وسط تهديدات مباشرة واتهامات متبادلة قد تُلقي بظلالها على مستقبل تسلا وعلاقاتها الحكومية.
ماسك يهاجم مشروع “الديون” ويدعو لإسقاطه
بدأت الأزمة عندما وجّه ماسك انتقادات لاذعة لمشروع قانون الإنفاق الذي دعمه ترامب، واصفًا إياه بأنه “تشويه فاضح” و”أكبر زيادة في سقف الديون بتاريخ الولايات المتحدة”، داعيًا الكونغرس إلى إسقاطه فوراً، وكتب على منصة X أمام أكثر من 220 مليون متابع:
“إفلاس أمريكا ليس أمراً مقبولاً!”
ترامب يردّ بتهديد مباشر: سنوقف الدعم الحكومي لماسك
ترامب لم يلتزم الصمت طويلاً، بل ردّ عبر منصة “تروث سوشال”، قائلاً إنه طلب سابقًا من ماسك مغادرة فريقه الاستشاري لأنه “أصبح عبئًا”، متهماً ماسك بالجنون بعد أن “ألغيت تفويض شراء السيارات الكهربائية الذي لا يريده أحد!” على حد تعبيره.
وفي تهديد مباشر، قال ترامب:
“أسهل طريقة لتوفير الأموال هي إنهاء الدعم والعقود الحكومية التي يحصل عليها ماسك.”
هذا التهديد اعتبره المراقبون إشارة صريحة إلى نية الانتقام، مما انعكس فورًا على أسواق المال، حيث انخفض سهم تسلا بمقدار 47.37 دولار ليغلق عند 284.68 دولار، في تراجع هو الأكبر منذ شهور.
ماسك يهدد بإيقاف مشروع “دراغون” التابع لناسا
ردًّا على ذلك، أعلن ماسك أن شركة SpaceX ستبدأ تفكيك مركبات Dragon الفضائية فوراً، وهي المركبات التي تعتمد عليها وكالة ناسا في إرسال رواد الفضاء، مما يُهدد برنامج الفضاء الأمريكي، رغم توفر خيار احتياطي يتمثل بمركبة بوينغ Starliner، التي تُعاني من مشاكل تشغيلية.
كما وجّه ماسك اتهامات خطيرة إلى ترامب، مدّعيًا أن اسمه “موجود في ملفات إبستين” وأن هذا هو السبب الحقيقي وراء عدم نشرها، محذرًا في الوقت نفسه من أن رسوم ترامب الجمركية قد تدفع بالاقتصاد الأمريكي نحو الركود في النصف الثاني من العام.
مستقبل تسلا في مهب الريح؟
يبدو أن الخلاف بين الرجلين لن ينتهي قريباً، ومع تصاعد حدة التصريحات والتهديدات، قد تجد شركة تسلا نفسها أمام تحديات إضافية إلى جانب التباطؤ في مبيعات السيارات الكهربائية والتوترات الجيوسياسية التي تؤثر على سلسلة التوريد