July 16, 2025

حرب التعريفات التجارية: ترامب يضغط على الاتحاد الأوروبي والمكسيك.. هل تعيد واشنطن تشكيل خارطة التجارة العالمية؟

في تطور مفاجئ يثير القلق في الأوساط الاقتصادية العالمية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيته فرض تعريفات جمركية جديدة ومشددة على واردات المكسيك والاتحاد الأوروبي اعتباراً من 1 أغسطس. يأتي هذا القرار بعد أسابيع من المفاوضات التي لم ترضِ الرئيس الأمريكي، مما يضع ضغوطاً هائلة على الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة. فهل تسعى واشنطن لإعادة رسم خارطة التجارة العالمية بقبضة من حديد؟

الاتحاد الأوروبي تحت المجهر: تعريفات جديدة تهدد الصناعات

كان الاتحاد الأوروبي قد تلقى في وقت سابق ضربة بفرض تعريفات بنسبة 20%، تم تخفيضها لاحقاً إلى 10% خلال فترة تفاوض مدتها 90 يوماً. لكن يبدو أن هذه المفاوضات لم تسفر عن اتفاق يلبي طموحات ترامب، الذي عاد ليفرض تعريفة جديدة بنسبة 30% على الاتحاد الأوروبي.

وعلى الرغم من أن هذه التعريفات ستكون منفصلة عن تلك المفروضة على قطاعات محددة مثل السيارات والصلب، إلا أنها ستطبق على نطاق واسع عبر صناعات أخرى، مما ينذر بتأثيرات اقتصادية سلبية على الجانبين. وبينما كان الاتحاد الأوروبي يعتقد أنه يقترب من اتفاق إطاري مع الولايات المتحدة بعد اجتماع بين ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، جاء هذا الإعلان ليقلب الطاولة.

صرح ترامب عبر وسائل التواصل الاجتماعي: “إذا كنتم ترغبون في فتح سوقكم التجاري المغلق حتى الآن أمام الولايات المتحدة، وإلغاء تعريفاتكم وحواجزكم السياسية والتجارية غير التعريفية، فقد ننظر في تعديل هذه الرسالة”، مما يشير إلى أن الباب لا يزال مفتوحاً أمام الصفقات، ولكن بشروط أمريكية صارمة.

المكسيك في مرمى النيران: الفنتانيل على طاولة التفاوض

المكسيك بدورها ليست بمنأى عن هذه الضغوط. ففي رسالة موجهة إلى الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم، أشار ترامب إلى أن المكسيك كانت “تساعدني في تأمين الحدود”، لكنه ربط تعديل الرسوم الجمركية بمدى نجاح المكسيك في “تحدي الكارتلات ووقف تدفق الفنتانيل” إلى الولايات المتحدة.

وأضاف ترامب: “قد يتم تعديل هذه التعريفات، صعوداً أو هبوطاً، اعتماداً على علاقتنا ببلدكم.” من جانبها، وصفت وزيرة الاقتصاد المكسيكية مارسيلو إبرارد هذه التعريفات بأنها “غير عادلة”، مشيرة إلى أن البلدين اتفقا مؤخراً على إنشاء مجموعة عمل جديدة لمعالجة القضايا الاقتصادية والأمنية والهجرة.

مستقبل التجارة العالمية على المحك: هل تستسلم الدول للضغط الأمريكي؟

تُظهر هذه التطورات أن إدارة ترامب عازمة على استخدام التعريفات كأداة ضغط رئيسية لإعادة التفاوض على اتفاقيات تجارية ترى أنها غير عادلة. ورغم أن هذا النهج قد يثير استياء الشركاء التجاريين، إلا أنه يضعهم أمام خيارات صعبة: إما الاستسلام للمطالب الأمريكية أو مواجهة أعباء اقتصادية إضافية.

تبقى الأنظار متجهة نحو الأول من أغسطس لمعرفة مدى صمود الاتحاد الأوروبي والمكسيك أمام هذه التعريفات الجديدة، وكيف ستتفاعل الأسواق العالمية مع هذه التصعيدات التجارية. فهل نشهد فصلاً جديداً من حرب تجارية عالمية؟

أهم المقالات