يونيو 21, 2018

تجربة فيراري بورتوفينو الجديدة: متعة القيادة الرياضية المكشوفة لأربعة ركاب

فيراري‭ ‬استبدلت‭ ‬طراز‭ ‬كاليفورنيا‭ ‬السابق‭ ‬بطراز‭ ‬جديد‭ ‬يحمل‭ ‬اسم‭ ‬فيراري بورتوفينو‭ ‬وهذه‭ ‬المرة‭ ‬جاءت‭ ‬السيارة‭ ‬محملة‭ ‬بما‭ ‬يكفي‭ ‬من‭ ‬الأداء‭ ‬لتعيد‭ ‬الرونق‭ ‬إلى‭ ‬سيارات‭ ‬فيراري‭ ‬المكشوفة‭ ‬الرائعة

اختارت فيراري أن تُطلق على هذا الطراز اسم بورتوفينو تيمّناً بإحدى أروع البلدات على الساحل الإيطالي، التي يترادف اسمها مع الأناقة الجذّابة، لتكون الاسم الجديد لخليفة طراز كاليفورنيا، وهي بمثابة للعودة للأصالة الإيطالية، وهو الطراز القاعدة في عائلة فيراري، وأكثرها عملية بكونه سيارة كوبيه تتحول إلى سيارة مكشوفة تُطرب آذان السائق بصوت فيراري الفريد، وتُمتع حواسه بمتعة قيادة رائعة حتى في ظروف القيادة اليومية. وفيراري بورتوفينو هي جراند توريزمو أو السياحية الرياضية (GT) مع محرّك من ثماني أسطوانات بشكل (V8) تتمتع مزيج فريد من الأداء الباهر وتعدّد الاستعمالات ومستوى مذهل من متعة القيادة. وتتمتّع فيراري بورتوفينو بقوّة محرّك تبلغ 600 حصان يخوّلها الانطلاق من صفر إلى 200 كلم/س في غضون 10.8 ثانية فقط، ممّا يجعلها السيارة المكشوفة الأقوى التي تجمع بين مزايا السقف المعدني القابل للطي والصندوق الواسع ومساحة المقصورة الرحبة، بالإضافة إلى مقعدين خلفيّين ملائمين للرحلات القصيرة.

تجربة فيراري بورتوفينو

وضع تصميم بورتوفينو مركز فيراري للتصميم، فحرص على تصميم سيارة هجومية مع قسم خلفي مائل (فاستباك) وتصميم يقسم السيارة إلى قسمين (two-box design)، وهذا شكل غير معهود في سيارة كوبيه مكشوفة مع سقف معدني قابل للطي. ويضفي هذا الشكل خطوطاً أكثر أناقة لشكل السيارة الجانبي ويزيد من طابعها الرياضي من دون أي تأثير على ديناميكيتها ورقيّها، وعلى طرفَي شبك التبريد الأمامي العريض فتحتا هواء جانبيّتان مخصّصتان لمبرّد التيربو الداخلي، فيما زاد حجم الفتحتين على غطاء المحرّك وازدادت المسافة بينهما لإخراج الحرارة من حوض المحرّك من دون التأثير على راحة الركّاب عندما تكون السيارة مكشوفة. وتبرز أيضاً في مقدمة السيارة مجموعتا مصابيح جديدتان بشكل أفقي أكثر يتماشى تصميمه مع خطّ الالتواء الذي يمرّ فوق قوس العجلة. ويضمّ طرف المصابيح الخارجي فتحةَ هواء مبتكرة شبه مخفية شكلها أشبه بالستارة الهوائية وتتّصل بمقدّمة تجويف العجلة لتسريع خروج الهواء الآتي من قضبان العجلة وقوس العجلة وتمريره عبر الجانبين المقوّرين للحدّ من الجرّ الذي يولّده أثر الهواء الصادر عن العجلتين الأماميتين.

تجربة فيراري بورتوفينو

وأولى المصمّمون عناية كبيرة أيضاً للطريقة التي يضرب فيها النور جانبَي السيارة، فيولّد تأثيراً يعرف باسمشياروسكورو” (chiaroscuro)، أي تأثير التباين بين النور والظلّ، ويحول دون أن تبدو كتلة السيارة كتلة واحدة. ويتميّز تصميم السيارة بالأشكال الدقيقة التي يتحلّى بها الجانبين المنحنيين وبالخطوط الأكثر تماسكاً. ويمرّ خطّ التواء من طرف غطاء المحرّك على طول قوس العجلة الأمامي وعبر الباب، ممّا يكسب السيارة خطاً وسطياً ناعماً لكن واضحاً يُبرز الامتداد الناتئ الذي يتحلّى به قوس العجلة الأمامي العلوي وجنيّح إخراج الهواء الجديد الذي تم وضعه بذكاء في موقع يُبدّد فيه الضغط المتولّد داخل تجويف العجلة من خلال فتحة واضحة للنظر.

ويتميّز الشكل الخلفي بتصميم ثلاثي الأضلاع يُبرز طابع المتانة والاتّساع الذي يتّسم به القسم الخلفي من السيارة. وقد مكّن هذا الحلّ الأنيق من تصميم قسم خلفي يخفي ببراعة الحيّز المخصّص لإيواء السقف المعدني. أما المصابيح الخلفية فباتت متباعدة، ولم تعد جزءاً من الصندوق، وهي تضمّ كل مكوّنات الإنارة في داخلها لتخفيف الوزن.

تجربة فيراري بورتوفينو

وقد خضع السقف المعدني القابل للطي (RHT) إلى إعادة تصميم شاملة وبات ينفتح وينغلق في 14 ثانية فقط حتّى لو كانت السيارة تتنقّل عند سرعات منخفضة، ممّا يجعل السيارة عملية أكثر فأكثر. ومن خلال إيلاء الانتباه إلى شكل التجويف الذي يستوعب السقف المعدني بات الصندوق يتّسع لحقيبتين صغيرتين عندما تكون السيارة مكشوفة ولثلاث حقائب صغيرة عندما يكون مغلقاً، مما يجعل من بورتوفينو خياراً مناسباً في شتّى الظروف لأنها تجمع بروعة بين التصميم والأداء والتكنولوجيا.

تلقّت مقصورة بورتوفينو بدورها عناية كبيرة في التصميم لتتماشى مع الشكل الخارجي الأنيق ونجد التناغم الوظيفي بين شكل السيارة الخارجي والمقصورة، مع زيادة الحيّز المتاح للركّاب. أما المقاعد فهي أيضاً متطورة وهناك المزيد من المساحة للمقعدين الخلفيين مقارنة بالطراز السابق. وبتحرك المقعدان بـ 18 وضعيّة لتأمين الراحة في الرحلات الطويلة. وعلى غرار سيارات السياحة الرياضية الأخرى لدى فيراري، يضمّ جهاز التفاعل بين الإنسان والآلة لوحة عدّادات وشاشات TFT موزّعة حول عدّاد سرعة دوران المحرّك ضمن مجموعة عدّادات كبيرة دائرية مقاومة للسطوع وتقع على محور المقود المتعدّد الوظائف.

تجربة فيراري بورتوفينو

وينال الراكب شاشة لمسية خاصّة به متّصلة مباشرة بالشاشة الأساسية وتعرض كل المعلومات المرتبطة بسرعة السيارة وسرعة دوران المحرّك والسرعة المعشّقة. ويمكن التحكّم بوظائف نظام الترفيه عبر شاشة لمسية بقياس 10.25 بوصة تقع في وسط لوحة التجهيزات على مسافة قريبة من السائق والراكب على حدّ سواء.

محرّك فيراري V8 يولّد 600 حصان عند سرعة دوران تبلغ 7500 دورة في الدقيقة، أي ما يوازي 156 حصاناً في الليتر الواحد (156 حصان/ليتر) ولا يخرج محرّك بورتوفينو عن عادات محرّكات فيراري التي يغيب فيها أيّ تأخّر في التوربو، مع استجابة شبه فورية لدوّاسة الوقود تقلّ عن ثانية واحدة، وتضمّ بورتوفينو نظام إدارة الدفع المتغيّر Variable Boost Management، وهو برنامج تحكّم طوّرته فيراري يعدّل في قوّة العزم بشكل يتناسب مع السرعة المعشّقة. فمع التعشيق صعوداً (من السرعة الثالثة حتّى السابعة)، تتزايد كمية العزم التي يولّدها المحرّك حتّى تصل إلى 760 نيوتن متر. وقد سمح ذلك لفيراري باعتماد نسب تعشيق أطول في سرعات التعشيق العالية، ممّا يساعد على الحدّ من استهلاك الوقود ومن الانبعاثات من جهة، وعلى اعتماد منحنيات عزم مختلفة على نطاق سرعة دوران المحرّك في سرعات التعشيق المنخفضة من جهة أخرى لتأمين استجابة قوية وغير متقطّعة.

تجربة فيراري بورتوفينو

وتماشياً مع تقاليد فيراري العريقة، يتحلّى كلّ محرّك من محرّكات الحصان الجامح بصوته الخاصّ المميّز الذي يجعله فريداً بين المحرّكات الأخرى، وينطبق هذا الأمر بدوره على فيراري بورتوفينو.

وعلاوة على أنابيب العادم الجديدة، وللمرّة الأولى في سيارات فيراري، تمّ اللجوء إلى صمّامات للتحكّم بالضغط بتحكّم إلكتروني، ممّا يحسّن سرعة انفتاح هذه الصمّامات ودقّته. وتحرص الصمّامات الجديدة على أن يتغيّر صوت العادم بشكل يتناسب مع مختلف الظروف التي تُستعمل السيارة فيها. فأثناء الإشعال، يبقى الصمّام مغلقاً لمنح صوت معتدل خافت، أو وضعيّة Comfort في جهاز مانيتينو Manettino حيث ينفتح الصمّام بزواية غير حادّة ليعطي صوتاً واضحاً معروفاً لا يشكّل مصدر إزعاج في طرقات المدينة أو في الرحلات الطويلة، أما وضعيّة (Sport) فينفتح الصمّام ويعطي صوتاً أكثر رياضية وجاذبية ابتداء من سرعات الدوران المنخفضة وصولاً حتى سرعة الدوران القصوى. من بين المزايا الأهمّ في سيارة فيراري بورتوفينو أنها أخفّ وزناً بكثير من سيارة كاليفورنيا T. ولتحقيق ذلك، عمل مهندسو فيراري بكدّ على كلّ ناحية من نواحي السيارة. فأعيد تصميم كلّ مكوّنات الهيكل وتمّ دمجها إلى حدّ أبعد من قبل، كذلك حسّنت هذه التقنيات صلابة البدن بنسبة 35% فيما أصبحت مسافات اللحام على الهيكل والبدن الأساسي أقصر بنسبة 30% مقارنة بالطراز السابق.

تجربة فيراري بورتوفينو

مع هذه التعديلات تحسّن التحكّم بالبدن وتقليل الميلان، وهذا بدوره يحسّن الشعور بالقيادة الرياضية، ولا سيما عند اختيار نمط سبورت في جهاز Manettino. أما في نمط الراحة (Comfort)، فقد أصبحت راحة القيادة أفضل من الطراز السابق على الطرقات الوعرة أو غير المستوية. علاوة على ذلك أدّى اللجوء إلى ترس تفاضلي خلفي إلكتروني من الجيل الثالث E-Diff3 للمرة الأولى في هذا الطراز إلى تحسين الأداء في المنعطفات، سواء أعند دخول المنعطفات أم عند الاتّكال على التماسك الميكانيكي عند التسارع للخروج منها، وذلك بفضل الجمع بين E-Diff3 ونظام التحكّم بالثبات F1-Trac. ويحرص الدمج بين أجهزة التحكّم الإلكترونية بديناميات السيارة على جعل قيادة السيارة أسهل وأدائها أفضل على الطرقات الزلقة، ممّا يضفي المزيد من المرونة على استخدامات السيارة.

ديناميكية السيارة استفادت من اعتماد ترس تفاضلي خلفي إلكتروني من الجيل الثالث E-Diff3 للمرة الأولى في هذا الطراز، فضلاً عن أحدث نسخة من نظام التحكّم الإلكتروني بالتعليق (SCM-E) المدمج ببرنامج التحكّم بالثبات ESP Premium 9.1.

فيراري بورتوفينو، جي تي إيطالية تعيد تعريف فئة السيارات السياحية الرياضية بتفاصيل أنيقة تليق بسيارات الحصان الجامح القادمة من مارانيللو.

أهم المقالات