تجربة بورشه كايين كوبيه تكشف عن سيارة تدخل المنافسة في قطاع سيارات الكوبيه ذات الدفع الرباعي مع طراز يحتفظ بنفس الأداء الرائع، ويضيف إليه شكلا أكثر جاذبية وأناقة لتميز أكثر.
تجربة بورشه كايين كوبيه جاءت لتؤكد أن بورشه، وبعد أن ثبتت الشركة أقدامها في سوق سيارات الدفع الرباعي مع طراز كايين بأجياله المختلفة، ومن ثم توسيع المجموعة مع طراز ماكان، بدأت الآن بالتفكير في تقديم طرازات أكثر وفئات أكثر من هذه السيارات، لمنافسة السيارات الأخرى، فكان القرار إطلاق طراز كايين كوبيه الجديد، والذي يدخل في منافسة مباشرة مع طرازات بي إم دبليو X6 ومرسيدس الفئة GLE كوبيه.
الفكرة هي ذاتها، ألا وهي تقديم فئة كوبيه من سيارة دفع رباعي رياضية. طبعا نستخدم هنا كلمة كوبيه بشكل «فضفاض». فالسيارة في النهاية هي سيارة بورشه كايين، بأربعة أبواب، والفارق الوحيد بينها وبين طراز الأربعة أبواب القياسي هو في خط السقف وشكل المؤخرة. أو على الأقل هذا ما يبدو ظاهريا.
فالمؤخرة في بورشه كايين كوبيه جديدة، أو على الأقل مختلفة عن طراز كايين القياسي. فالسيارة أعرض بشكل طفيف بحوالي 18 ملم، تزيد في الأجنحة الخلفية، بينما خط السقف ينحني أكثر إلى الوراء، بالتزامن مع زاوية أكثر حدة للزجاج الأمامي. الزجاج الخلفي أضيق وأكثر ميلانا بشكل واضح، وفي أسفله يقبع جناح متحرك لزيادة الفعالية الانسيابية للسيارة.
التغييرات ليست كبيرة، ولا تبدو ظاهرة من الأمام. فلكي تقدر السيارة وجمال تصميمها فعلا، فالخطوط الجانبية أو الخلفية هي التي تظهر شخصيتها الحقيقية. وبالنظر إلى تأدية السيارة التي قمنا بقيادتها أثناء تجربة بورشه كايين كوبيه في إطلاقها العالمي فالجانب الخلفي منها هو ما سيراه أغلب السائقين.
في الداخل مقصورة بورشه كايين كوبيه هي ذاتها لسيارة كايين القياسية. أو على الأقل، لوحة القيادة كذلك. فهناك الآمن خياران للسقف، أحدهما رياضي بامتياز ألا وهو السقف المصنوع من ألياف الكربون، بينما الخيار الثاني هو السقف البانورامي الزجاجي الكبير الذي يعطي المقصورة جوا فريدا من الرحابة. هذا الأمر مهم بالنسبة لركاب المقعد الخلفي. فبورشه كايين كوبيه بسبب تصميمها تضحي بعض الشيء بالمساحة المخصصة لرؤوس الركاب في الخلف. والمقعد الخلفي يتوفر بفئتين. إما كمقعدين رياضيين يوفران تجربة مميزة للركاب في الخلف، أو كمقعد خلفي كلاسيكي كبير لثلاثة ركاب.
من حيث الأداء، بورشه هي في النهاية سيارة رياضية، وتكشفت جربة بورشه كايين كوبيه أن أداء السيارة يبقى وفيا لهوية الشركة. فالسيارة تتوفر بثلاثة محركات مختلفة حاليا. أصغرها من فئة V6 بسعة 3.0 ليتر مع شاحن تيربو، يولد قوة تبلغ 340 حصانا و450 نيوتن متر من عزم الدوران. أرقام كافية لتصل بورشه كايين كوبيه إلى سرعة 100 كلم/س في 6.0 ثانية، وإلى 200 كلم/س في 24 ثانية مع سرعة قصوى تبلغ 243 كلم/س.
الفئة التالية هي بورشه كايان S كوبيه. المحرك هو من نفس الفئة وبنفس السعة، ولكنه مزود بشاحني تيربو وليس بشاحن واحد، مما يرفع من قوته إلى 440 حصانا، ويرفع عزم الدوران إلى 550 نيوتن متر، لتصل بورشه كايين S كوبيه إلى 100 كلم/س في 5.0 ثانية، وإلى ضعف تلك السرعة في 18.8 ثانية، بينما السرعة القصوى تقف عند حاجر 263 كلم/س.
لكن الفئة الأروع هي حتما بورشه كايين تيربو كوبيه. المحرك هنا من فئة V8 مع شاحني تيربو، بسعة تبلغ 4.0 ليتر، وبقوة هائلة تبلغ 550 حصانا، مع عزم دوران مذهل يبلغ 770 نيوتن متر، تتوفر عند مستوى دوران منخفض يبدأ من 2000 دورة في الدقيقة، ويستمر بلا انقطاع حتى الوصول إلى مستوى 4500 دورة في الدقيقة.
هذه القوة تترجم أداء مرعبا، مع تسارع إلى 100 كلم/س في 3.9 ثانية فقط، وإلى 200 كلم/س في 14.6 ثانية، بينما السرعة القصوى للسيارة تبلغ 286 كلم/س. أداء يضع بورشه كايين تيربو كوبيه في مرتبة السيارات الرياضية الحقيقية.
الفئات جميعها تندفع بعجلاتها الأربعة، وذلك عبر علبة تروس أوتوماتيكية من فئة Tiptronic S من ثمانية نسب أمامية، تتميز بسرعة تجاوبها وسلاستها في التعشيق.
على الطريق، لا تختلف تجربة بورشه كايين كوبيه عن شقيقتها القياسية. فالسيارة توفر تماسكا ممتازا في المنعطفات وعند التسارع، حيث نظام الدفع الرباعي يضمن عدم إهدار قطرة نم أداء السيارة. على الطرق السريعة المفتوحة، ستحرج كايين كوبيه العديد من السيارات الرياضية بتأديتها. أما في المنعطفات، فستشكل مفاجأة حقيقية لكل من يقودها لأول مرة بفضل رشاقتها في المنعطفات وقدراتها الديناميكية العالية الفريدة.
مع بورشه كايين كوبيه الجديدة تقدم الشركة الألمانية منافسا فريدا لسيارات بي إم دبليو X6 ومرسيدس GLE كوبيه. فشخصية بورشه تتماشى تماما مع هذه الفئة من السيارات، وأداؤها لا غبار عليه، وبالتالي تدخل فورا إلى قمة المنافسة كواحدة من الخيارات الفريدة في عالم سيارات الدفع الرباعي الرياضية.