رغم مرور عقدٍ كامل على فضيحة الانبعاثات التي هزّت عالم السيارات والمعروفة بـديزل غيت (Dieselgate)، لا تزال تداعياتها تُلاحق مجموعة فولكس فاجن (Volkswagen) من النواحي القانونية والمالية وحتى في صورتها أمام الجمهور. وعلى الرغم من دفع أكثر من 34 مليار دولار في الغرامات والتعويضات، فإن الملف لم يُغلق بعد، والمسؤولون التنفيذيون السابقون في الشركة لا يزالون يواجهون مصيراً قضائياً معقداً.
أحكام بالسجن على أربعة من مديري VW السابقين
أصدر القضاء الألماني في ولاية سكسونيا السفلى، وتحديداً محكمة براونشفايغ الإقليمية، أحكاماً بالسجن على أربعة من كبار المسؤولين التنفيذيين السابقين في فولكس فاجن بسبب تورطهم في التلاعب بانبعاثات محركات الديزل.
-
ينس هادلر، رئيس قسم تطوير محركات الديزل بين 2007 و2011، حُكم عليه بالسجن 4 سنوات ونصف بسبب بيع أكثر من 2 مليون سيارة ملوثة.
-
هانّو يلدن، أحد كبار المهندسين السابقين، تلقى حكماً بالسجن سنتين و7 أشهر بعد بيعه قرابة 3 ملايين سيارة باستخدام برامج تلاعب.
-
هاينز-يعقوب نويْسر، مدير تنفيذي سابق، حصل على حكم مع وقف التنفيذ لمدة سنة و3 أشهر.
-
موظف آخر من المستوى الأدنى يُعرف فقط باسم “ثورستن د.”، تلقى حكماً موقوف التنفيذ لمدة سنة و10 أشهر.
ورغم أن الأحكام قابلة للاستئناف، إلا أن فرص تبرئة المتهمين تبدو شبه معدومة بحسب المصادر القضائية الألمانية.
31 متهماً آخرون بانتظار المحاكمة
أكدت المحكمة الإقليمية أن هناك 31 شخصاً إضافياً لا تزال قضاياهم قيد النظر في القضية المرتبطة بديزل غيت، مما يشير إلى أن الجانب القضائي للفضيحة لم يُغلق بعد، بل لا يزال يتوسع ويتطور.
تكلفة باهظة ومستقبل غامض
تكبدت مجموعة فولكس فاجن أكثر من 30 مليار يورو (34 مليار دولار) كغرامات وتسويات قانونية منذ عام 2015. ورغم محاولات الشركة إعادة بناء صورتها من خلال التحول إلى السيارات الكهربائية، إلا أن نتائج هذا التحول لا تزال محدودة حتى الآن.
وتزامن ذلك مع تحديات إضافية:
-
انخفاض مبيعات VW في الصين
-
رسوم جمركية جديدة فرضها دونالد ترامب على واردات السيارات الأوروبية
-
هجوم تنافسي من الشركات الصينية المتفوقة في قطاع السيارات الكهربائية
كل هذه العوامل جعلت وضع فولكس فاجن الحالي أصعب من أي وقت مضى، خاصة وأن الموارد المالية التي استُنزفت بسبب الفضيحة كانت قادرة على دعم استراتيجية الشركة الدفاعية في السوق العالمية.
هل يمكن لفولكس فاجن طيّ الصفحة؟
بعد كل ما حصل، يبدو أن فولكس فاجن بحاجة إلى قرارات استراتيجية حاسمة لتجاوز آثار ديزل غيت. المستقبل لم يُحسم بعد، لكن الدرس الذي خلفته هذه الفضيحة يبقى حياً في أروقة الصناعة.