تشهد سوق السيارات الكهربائية في الصين نموًا هائلًا في السنوات الأخيرة، لكن هذا النمو لم يكن قائمًا فقط على الابتكار أو الاستدامة البيئية، بل اعتمد بشكل كبير على حرب أسعار مستمرة حوّلت السوق إلى ما يشبه رفوف التخفيضات في متاجر الإلكترونيات.
والآن، تُطلق الحكومة الصينية تحذيرًا واضحًا: أوقفوا المنافسة المدمرة… قبل أن تنهار الصناعة بأكملها.
الحكومة تدعو إلى التنظيم الذاتي وإنهاء المنافسة العشوائية
بحسب تقرير نشرته CNBC، استدعت الحكومة الصينية عددًا من كبار التنفيذيين في شركات السيارات الكهربائية المحلية إلى بكين، مطالبةً إياهم بـ**“تنظيم أنفسهم”** ووقف سياسة خفض الأسعار غير المنظم.
وأكدت الهيئة الوطنية لتنظيم السوق ضرورة “تصحيح المنافسة اللاعقلانية بشكل شامل”، وهو نفس المصطلح الذي استخدمه رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ في تقريره السنوي، في إشارة إلى الأثر السلبي للتنافس الداخلي المتفاقم بين الشركات.
حرب الأسعار مستمرة… والضحية هي الصناعة
شهدت أسعار السيارات الكهربائية والهجينة الجديدة في الصين انخفاضًا مستمرًا خلال العامين الماضيين، في محاولة من الشركات للسيطرة على الحصة السوقية. وقد أصدرت جمعية مصنّعي السيارات في الصين بيانًا يحذّر من أن “حروب الأسعار غير المنضبطة تؤدي إلى منافسة شرسة ومدمرة”.
وأشارت الجمعية — دون تسمية مباشرة — إلى أن “إحدى الشركات الرائدة” (في إشارة ضمنية إلى BYD) بدأت جولة جديدة من التخفيضات الكبيرة، مما دفع العديد من الشركات إلى الرد بنفس النهج، وأثار موجة جديدة من الذعر داخل السوق.
رئيس Xpeng: القادم أعنف!
في المقابل، لا يبدو أن الجميع متفائل بوقف حرب الأسعار. حيث صرّح المدير التنفيذي لشركة Xpeng، السيد He Xiaopeng، أن المنافسة ستزداد شراسة في السنوات الخمس القادمة، واصفًا الوضع الحالي بأنه مجرد “مقبلات” لما هو قادم.
وأكدت شركة Nomura للاستشارات الاقتصادية هذا التوجّه، مشيرة إلى أن الفائض في المعروض من السيارات في السوق الصينية قد يدفع الشركات إلى مزيد من التخفيضات، مما يُنذر بمرحلة أكثر صعوبة.
هل تستطيع الأسعار المنخفضة أن تستمر دون انهيار؟
خلال العامين الماضيين، انخفض متوسط سعر بيع السيارات الجديدة في الصين بنسبة 19% ليصل إلى حوالي 165,000 يوان (ما يعادل نحو 22,900 دولار أمريكي). ورغم أن المستهلكين يرحبون بهذه الأسعار المنخفضة، إلا أن السؤال الأهم هو: هل يمكن أن تستمر هذه الأسعار دون أن تنهار الشركات أو تتدهور الجودة