أظهرت دراسة حديثة من جمعية السيارات الأمريكية (AAA) تحسنًا كبيرًا في أداء أنظمة الفرملة التلقائية الطارئة (AEB) في السيارات الجديدة، مما يجعلها قادرة على تجنب الاصطدامات بشكل أفضل من ذي قبل. وفقًا للدراسة، فإن السيارات الحديثة المزودة بهذه التقنية أصبحت أكثر قدرة بمرتين على تجنب الاصطدام مقارنةً بنظيراتها التي كانت تُصنع قبل ست سنوات فقط. وحققت السيارات الحديثة نسبة نجاح مذهلة بنسبة 100% في تجنب الاصطدامات عند السرعات التي تقل عن 56 كيلومترًا في الساعة.
تفاصيل الدراسة
استندت AAA في نتائجها على تقييمات أُجريت على ست سيارات؛ ثلاث منها موديلات جديدة من عام 2024، وأخرى قديمة تعود إلى عامي 2017 و2018. شملت هذه النماذج سيارات نيسان روج، وجيب جراند شيروكي، وسوبارو آوتباك، حيث واجهت السيارات الحديثة نماذج قديمة من نفس السيارات. وقد تم فحص جميع الأنظمة في السيارات القديمة والجديدة بدقة للتأكد من أنها تعمل بشكل كامل وصحيح، وتم استبدال الإطارات والمكابح وإجراء ضبط ميزانية العجلات على الطرازات القديمة، ثم قيادتها لمسافة 800 كيلومتر للتأكد من تآكل الأجزاء الجديدة بشكل طبيعي. كما تم تحديث البرمجيات حيثما كان ذلك ضروريًا.
الاختبارات العملية
أُجريت الاختبارات باستخدام هدف يسمى “السيارة الناعمة”، وهي عبارة عن هيكل تجريبي بحجم سيارة حقيقية ومصنوعة من الرغوة، مع غطاء خارجي من الفينيل يشبه سيارة فورد فوكس. تمت الاختبارات عند سرعات 19 كيلومترًا في الساعة و40 كيلومترًا في الساعة و56 كيلومترًا في الساعة، مع التركيز على تجنب الاصطدامات الأمامية. لم تُجرى اختبارات حول تجنب الاصطدام بالمشاة في هذه الدراسة.
في السيارات القديمة، فشل طراز جيب جراند شيروكي في التوقف عند سرعة 19 كيلومترًا في الساعة، بينما تمكنت سوبارو آوتباك القديمة فقط من التوقف عند جميع السرعات، ونجحت نيسان روج في التوقف عند سرعة 19 كيلومترًا في الساعة لكنها فشلت عند 40 كيلومترًا في الساعة. أمّا عند 56 كيلومترًا في الساعة، لم تتمكن جيب جراند شيروكي ولا نيسان روج من التوقف في الوقت المناسب واصطدمتا بالهدف.
أما في اختبارات عام 2024، فقد تمكنت السيارات الثلاث من التوقف تمامًا وتجنب الاصطدام في جميع السرعات المُختبرة، وهو ما يشير إلى تحسن كبير في سرعة استجابة أنظمة الفرملة التلقائية الطارئة. لاحظت AAA أن هذه الأنظمة تعمل بشكل أفضل عند السرعات المنخفضة ولكن فعاليتها تتراجع عند السرعات الأعلى؛ ففي اختبار آخر أجري عند سرعة 72 كيلومترًا في الساعة، نجحت ثلاث سيارات من أصل أربعة في تجنب الاصطدام، بينما لم تتمكن أي من السيارات من تجنب الاصطدام عند سرعة 88 كيلومترًا في الساعة.
التقدم المستقبلي المطلوب
يقول جريج برانون، مدير أبحاث الهندسة في AAA: “منذ أن بدأنا اختبار أنظمة الفرملة التلقائية الطارئة في عام 2014، فإن التطورات التي حققتها شركات السيارات جديرة بالثناء وتبشر بتحسن أمان السائقين”. وأضاف: “لكن لا يزال هناك عمل كبير مطلوب لضمان فعالية الأنظمة عند السرعات العالية”.
ختامًا
تشير الدراسة إلى أن التكنولوجيا الحديثة ليست خالية من العيوب، لكن التحسينات المستمرة في أنظمة السلامة تجعل السيارات أكثر أمانًا، خاصة عند القيادة بسرعات منخفضة ومتوسطة. ومع استمرار التطوير، فإن AAA تأمل أن تصبح هذه الأنظمة قادرة على حماية السائقين بشكل أكبر، حتى في السرعات العالية، مما يعزز من سلامة الطرقات في المستقبل.
