لا أعرف إن انتبهت إلى الدعابة في العنوان، أنا محرج جداً، ولكن أحياناً لا أستطيع أن أتمالك نفسي. وإنما اعذرني، هذا ما يحدث بالظبط مع أودي أيضاً. يبدو أن أودي أصبحت في مرحلة لا تستطيع أن تتمالك نفسها بعد الآن في تقديم أفضل تكنولوجيا القيادة الآلية، بحيث لم تعد تصبر بين مختلف مستويات هذا النظام، بينما لا يزال الجميع في المستوى الثاني.
فمنذ إسبوعين تقريباً، رأيناها تفتخر بتقديم المستوى الثالث على سيارة A8 والذي يعتبر متقدم جداً ويسبق غيره في السوق، وقد تحدثنا عنه في التفصيل، وها هي الآن تعرض المستوى الرابع والخامس في معرض فرانكفورت الدولي. لا شك أنها تتباهى من خلال تقديم Aicon بالمستوى الخامس من القيادة الذاتية. وعلي القول أن حدسي لم يخبني، فلطالما اعتقدت أن أودي ستكون الأولى بالوصول إلى المستقبل منذ شاهدت فيلم “i، Robot” عام 2004 حيث عرضت سيارة مستقبلية جداً حتى بالنسبة لأيامنا هذه.
ما هي Aicon إذاً؟ وكيف سيكون المستقبل؟
بالنسبة لي، يبدو أنه سيكون مضجراً، حسنا ربما لأني أعشق القيادة.
ماذا تريدني أن أقول عندما أرى سيارة بدون دواسات وبدون عجلة قيادة؟ بحق الله اتركوا لنا شيئاً نفعله! أوكي أوكي، سأهدأ.
على أي حال، Aicon هي حقاً تحفة من التكنولوجيا المتقدمة، تخايل نفسك (لأني شخصياً لن استطيع) في سيارة تقود نفسها كلياً، لا يوجد فيها أي نوع من التحكم، وأنت مجرد راكب. تخايل أيضاً أنك حر في التجوال في السيارة من دون القلق من أي إصابة، على الرغم من عدم وجود ميزات السلامة الأساسية مثل حزام الأمان وأكياس الهواء. أودي تقول أن تلك الميزات لن تكون ضرورية بما أن الكمبيوتر سيتولى كل شيء، وأن الحوادث بالنتيجة ستصبح شيئاً من الماضي بفضل شبكة أجهزة الإستشعار والرادار والإتصال. ستكون السيارات المستقلة هي السيارات الوحيدة الموجودة على الطريق، وستتمكن من الإتصال فيما بينها بطريقة سليمة و منظمة. أودي، أقول لك أن تهدئي قليلاً، ذلك يخيفني بعض الشيء.
من ناحية أخرى، ليس غريباً أن تكون السيارة بنظام دفع كهربائي تماماً يتمكن من تأمين مجال يصل إلى 800 كيلومتر بشحنة واحدة. ستكون السيارة مجهزة بمجموع أربعة محركات كهربائية، طبعاً مع أنظمة إسترجاع الطاقة من الكبح والحرارة، وبطاريات تخزين بقدرة أعلى من ليثيوم-أيون. المحركات تنتج مجموع 260KW أي تقريباً 350 حصان مع 550 نيوتن متر من عزم الدوران، وهذه ليست أرقام كبيرة بالنسبة لسيارة ستكون موجودة بعد عقود من الزمن. ولكن تذكر، ليس لديك أي وسيلة تحكم بأي حصان من الأحصنة، ولا حتى بمهر. هذا حقاً مخيف، كلما تذكرت ذلك اتمنى ألا أكون موجوداً عندما تتحتم علينا تلك التكنولوجيا.
هل يمكنني الآن الإنتقال إلى الأمور الأكثر واقعية؟ لن استطيع الإطالة بذلك على كل حال، لم تترك أودي الكثير من ذلك للتكلم عنه. من الخارج، السيارة بأربعة أبواب، ولكن من الداخل هي مجهزة لراحة الشخصين في الأمام. كل المساحة الموجودة تتمحور حول الشخصين في الأمام، وصدقني هناك الكثييير من المساحة. ليس جلياً من النظرة الأولى، ولكن Aicon أكبر من أكبر سيارة أودي موجودة حالياً (A8)، وهي بطول 5.44 متر وعرض 2.1 متر. انها سيارة هائلة الحجم! هناك شقق للأجار في مدينة بيروت لا تأتي بهذه المساحة! ولكنها شقة جميلة، أعني سيارة جميلة.
حقاً الآن، خطوطها رائعة وإنسيابية تماماً، حتى من خلال الزجاج الجانبي، وهناك العديد من الأبعاد عندما تنظر إليها، فلا تشعرك بالملل خصوصاً من الأمام بالواجهة العريضة وغياب المصابيح الأمامية الإعتيادية. عوضاً عن ذلك، هناك ما يزيد عن 600 نقطة إضاءة 3D تتمكن من خلالها عرض المعلومات إلى الخارج والتواصل حتى مع المشاة “العين بالعين”، بحسب أودي. دعني أقول لك، في اللحظة التي أشعر بها أن سيارة ما تواصلت معي مباشرة بالعينين، سوف أبدأ علاجاً نفسياً.
بالنسبة لمن يحبون مواكبة التطور، وبالنسبة لرواد مواقع التواصل، أودي Aicon ستكون فعلياً المنصة الآمنة للقيام بذلك خلال التنقل من مكان إلى آخر. الهدف الأساسي فيها تأمين القدر الأقصى من الراحة والتكنولوجيا والحرية في بيئة راقية اعتدنا عليها من العلامة الفاخرة الألمانية.
هل أنت جاهز لاستقبال المستقبل؟
المتنوعة والأخبار المفيدة، تابعونا على فيسبوك AlamAlsayarat
وعلى تويتر وانستجرام @Alamalsayarat.
