في تجربة استثنائية هذا العام، خاض متسابقو رالي دكار الصحراوي في السعودية مرحلة “48 ساعة كرونو”، حيث اضطروا إلى التخييم في عمق الصحراء دون دعم الفرق الميكانيكية المعتاد.
مرحلة طويلة ومبكرة في السباق
تمتد هذه المرحلة الخاصة لمسافة 967 كيلومترًا، موزعة على يومين، وتأتي في النسخة الحالية خلال المرحلة الثانية من السباق في بيشة بجنوب غرب المملكة. انطلق المتسابقون صباح الأحد، وتوقفوا للتخييم عند الساعة الخامسة مساءً، قبل أن يكملوا المرحلة في صباح اليوم التالي.
أجواء المخيم وتحديات الصيانة الذاتية
في معسكر E، حيث تُركن السيارات والدراجات النارية بانتظام، يسيطر التعب على السائقين وفرقهم بعد يوم شاق. خلافًا للمراحل الكلاسيكية، لا وجود لفرق الميكانيكيين هنا، حيث يجب على السائقين القيام بالإصلاحات بأنفسهم باستخدام الأدوات المتوفرة لديهم.
السائق الإسباني كارلوس ساينز، الذي يلقب بـ”الماتادور”، واجه يومًا كارثيًا، حيث تعرضت سيارته “فورد رابتور” لانقلاب أدى إلى أضرار جسيمة في الزجاج الأمامي والسقف. رغم ذلك، تمكن مع مساعده من إجراء إصلاحات أساسية لاستكمال السباق.
دراما السباق بين الأعطال والعودة إلى المسار
السائق الفرنسي سيباستيان لوب، البالغ من العمر 50 عامًا، واجه أيضًا مشكلة في مروحة السيارة، مما أدى إلى ارتفاع حرارة المحرك وتأخره بفارق 30 دقيقة عن المتصدر السعودي يزيد الراجحي. لوب علّق قائلاً:
“أنا سعيد لكوني هنا الآن، لأنني ظننت أن السباق قد انتهى بالنسبة لي عند نقطة التزود بالوقود الأولى.”
من جانب آخر، كان القطري ناصر العطية والراجحي قد وجدا لحظة هدوء وسط الصخب، حيث توجها للصلاة معًا في الصحراء.
الدراجات النارية وأجواء التخييم
على عكس السائقين، بدا متسابقو الدراجات النارية أقل انشغالاً بالإصلاحات الميكانيكية، حيث ركزوا على تجهيز الخيام والاستعداد لليل. المتسابق الإسباني الشاب إدغار كانيت، البالغ 19 عامًا، أظهر موهبة أكبر في السباق من نصب الخيمة، حيث ساعده زملاؤه لتجنب النوم في العراء.
في هذه الأثناء، كان الأسترالي توبي برايس، الفائز مرتين برالي دكار في فئة الدراجات النارية، يمزح مع زملائه، في حين استمتع المتسابق البوتسواني روس برانش بتجهيز وجبته المجففة.
ختام الليلة في المخيم
وصف العطية أجواء التخييم قائلاً:
“كانت ليلة جيدة، تحدثنا مع السائقين الآخرين، لكن بعد 10 ساعات من القيادة، تناولنا العشاء وذهبنا للنوم.”
رالي دكار مستمر حتى النهاية
بينما تشتد المنافسة والتحديات، تتجه الأنظار إلى ختام رالي دكار في 17 يناير، حيث ستُتوج أفضل الفرق والسائقين في هذا السباق الشهير عالميًا.