أكتوبر 25, 2017

هل تؤدي السيارات المستقلة القيادة إلى فورة بناء عقارية؟

مع أن الطرقات في المدن غير مؤهلة بشكل كاف بعد لإستقبال السيارات المستقلة القيادة، إلا أنه وعلى ما يبدو فالناس منفتحون لفكرة التنقل بسيارة ذاتية.

هذا الإستنتاج ظهر خلال دراسة استقصائية دولية كان قد أجراها سابقاً منتدى الإقتصاد العالمي حول ما يشعر به الناس في ما يتعلق بالسيارات المستقبلية ذات القيادة الذاتية. في ذلك الحين أظهرت البيانات بأن 58٪ من من إستطلعتهم الدراسة هم بالفعل على إستعداد لركوب هذه السيارات في جولة حول المدينة.

هذه النسبة تعتبر مرتفعة وهي مؤشر مهم بالنظر إلى الثقافة المتزايدة حول هذا الموضوع وهي نسبة على ما يبدو مرشحة للإرتفاع خصوصاً مع تزايد مستويات السلامة التي توفرها التكنولوجيا الحالية والتي من المتوقع أن تتزايد مع التقدم المستمر لهذه التكنولوجيات.

هذا على المستوى البشري، أما على المستوى الحضري، فتخيل أنك اليوم في العام 2027 (أو 2037) وتعيش عصر السيارات الذاتية القيادة. وقد تخلى سكان المدينة عن مفاتيح سيارتهم لتجربة ركوب خالية من تدخلهم. وقد تم استبدال مواقف السيارات في الشوارع بأرصفة واسعة وممرات للدراجات، في حين أن المطورين مشغولون بتحويل المرآب إلى مساكن وفقاً للحاجة إليها.

هذه رؤية واحدة لكيفية تأثير السيارات الذاتية القيادة على قطاع العقارات في الولايات المتحدة، أو ربما في أي مكان آخر حول العالم.

هذا ما أشار إليه تقرير مركز معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عندما تنبأت الدراسة بما سوف يحدث في قطاع العقارات بعد عشرة أو عشرين عاماً . لكنها ليست الوحيدة. وحتی أن مواقف السیارات المستصلحة تغذي طفرة البناء في وسط المدينة، وبالتالي فإن المرکبات المستقلة ستشجع البنائین علی التعمق نحو أطراف المناطق الحضرية، مع ثقتهم بأن مشتري المنازل سوف یتحملون إلتزامات أكبر بعدما أصبح غير لزام علیھم القیادة، وذلك وفقا لتقریر برعاية وحدة كابيتال وان فينانسيال كورب.

في السيناريو الأول، تصبح المدن أكثر مثل نيويورك، مع شوارع للمشاة وأساطيل من مركبات ذاتية القيادة للنقل العام. في الثاني، فإنها تصبح أشبه بدالاس أو فينيكس، التي تعمل بالفعل كمجموعة من الضواحي.

طريق طويل

ليس من الواضح بعد كم من الوقت سيمر قبل أن تكون المركبات الذاتية القيادة على استعداد لإحتلال الطرق، أو كيف ستختار الحكومات تنظيمها. أكبر 25 مدينة في الولايات المتحدة ولّدت مجتمعة 5 مليارات في العام الماضي من تذاكر وقوف السيارات، تسجيل المركبات، والإيرادات الأخرى ذات الصلة، وفقا للبيانات صحفية. وسيتعين على الحكومات أيضا أن تتصدى لاحتمال أن يؤدي إنخفاض تكاليف المركبات إلى إغراق شركات السيارات للطرقات بها.

في نيويورك، تغيير تخطيط استخدام الأراضي بشكل دائم لن يتم حتى عام 2040 لإستيعاب السيارات ذاتية القيادة، وفقا لدراسة أجريت في هذا الشهر من قبل جمعية الخطة الإقليمية.

ومع ذلك، فإن ألبرت سايز وهو مشارك في الدراسة متفائل بأن السيارات ذاتية القيادة ستفتح مساحة قابلة للبناء. ويقول ريك بالاسيوس، مدير الأبحاث في شركة جون بيرنز للاستشارات العقارية، إن المطورين بدأوا بالفعل في استهداف هياكل وقوف السيارات ومحطات الوقود ووكالاء السيارات، وهم يراهنون على أنهم سيصبحون قادرين على إعادة تطوير المواقع حيث تصبح ملكية السيارات أمراً عفا عليه الزمن.

يرى بالاسيوس أيضا أن المركبات سوف تقود في الضواحي، ومع ذلك، فهو يرى أن البناة سيبدأون بإعادة تطوير مواقع وسط المدينة، ثم ينتقلون إلى الضواحي بعد أن يتم ذلك مع مرائب وقوف السيارات وغيرها من المواقع القديمة.

يشار إلى أن شركة أودي كانت قد أعلنت عن مشروع يستهدف اغيير الطرق لتصبح أكثر سهولة للتنقل بالنسبة للسيارات الذاتية القيادة.

أودي ستحاول تطوير تقنيات عدة في سبيل تسهيل سير المركبات الذاتية القيادة من بين هذه التقنيات الإتصال بين “المراكب” وبين هذه المراكب والبنية التحتية” للمدن والتي على ما يبدو أيضاً سوف تتطور لتتيح للسيارات الذاتية القيادة بالسير بحرية أكبر وبشكل أكثر أماناً وفعالية.

المصدر: BloomBerg

أهم المقالات