يونيو 19, 2018

ريد بل-هوندا شراكة رسمية جديدة في عالم الفورميولا واحد

ريد بل-هوندا هو التحالف الجديد الذي سيجمع بين الفريق النمساوي والشركة اليابانية لموسمي 2019 و2020

ريد بل-هوندا قد يبدو اسما غريبا، ولكن هذا ما سنراه على حلبات الفورميولا واحد خلال الموسمين القادمين، بعد أن تم الإعلان رسميا عن التوصل إلى اتفاق بين شركة هوندا وفريق ريد بل للسباقات، تقوم بموجبه الشركة اليابانية بتزويد الفريق بالمحركات خلال موسمي 2019 و2020، كما يظهر من الفيديو الذي نشره فريق ريد بل على صفحته على موقع فيسبوك.

https://www.facebook.com/redbullracing/videos/1787647181281763/?hc_ref=ARQMV4FJCHCh4FW7y0z4k8-EU_pUGfFCi3x8w8g8zJA5Wbub7s3MYDu4wyIPMNh95cY&fref=nf

الاتفاق جاء بشكل غير مفاجئ لمتابعي البطولة. إذ أن فريق ريد بل لم يخف رغبته بالتوصل إلى اتفاق مع أآحد مزودي المحركات الآخرين، في مسعى من الفريق للتخلص من محركات رينو، والتي لم ترتق بأدائها إلى طموحات فريق ريد بل. إذ خلال المواسم الماضية، لم تنجح رينو بالوصول إلى الأداء المطلوب لمنافسة كل من مرسيدس AMG وفيراري، والتي تتفوق محركاتها على المحركات الفرنسية من حيث الأداء.

ريد بل-هوندا

العلاقة بين ريد بل ورينو تعود إلى عام 2007، والشركتان حققتا بطولة العالم لأربع سنوات متتالية. ولكن مع دخول حقبة الهايبرد، تراجع أداء محرك رينو، إلى أن كاد الأمر يصل إلى القطيعة الكاملة بين الشركتين. وأخيرا، تم التوصل إلى حل وسط يقضي بدخول شركة الساعات تاغ-هوير إلى الفريق، وتسمية محركات رينو باسمها.

أما هوندا، فعودتها إلى ساحة الفورميولا واحد كانت عبارة عن كارثة رياضية وإعلامية. فالشركة اليابانية التي بنت سمعة لنفسها مع فريق مكلارين في أواخر الثمانينيات والأوائل التسعينيات من القرن الماضي، عادت إلى الفورميولا واحد مرة أخرى مع مكلارين على أمل تجديد تلك الشراكة الناجحة.

النتيجة كانت عبارة عن مهزلة، مع مشاكل متعددة في اعتمادية المحركات وأداء هزيل، وانتقادات لاذعة من قبل فريق مكلارين وسائقه الأول فرناندو ألونسو. وبعد ثلاث سنوات، انتهت العلاقة بالطلاق بين الشركتين، في تسوية غريبة، عرفت استبدال فريق تورو روسو (الشقيق الأصغر لفريق ريد بل) محركات رينو بمحركات هوندا، فيما تحول فريق مكلارين إلى المحركات الفرنسية، وحصل فريق رينو الرسمي على خدمات سائق تورو روسو السابق كارلوس ساينز.

ريد بل-هوندا

لكن على ما يبدو، هذا التبديل كان بمثابة انتعاش لهوندا. فمع شريك جديد أقل طموحا من السابق، تحسن أداء الفريق، وبدت محركات هوندا هذا العام مختلفة عن السابق. فريق تورو روسو يقدم أداء مميزا هذا العام، ولم يتعرض لأي مشاكل تذكر في المحركات. بل ونجح سائقه بيير غاسلي بالوصول إلى مركز رابع محترم في البحرين.

هذا التطور في أداء محركات هوندا كان تحت أنظار هلموت ماركو، مستشار ريد بل الرياضي. ويبدو أن الدكتور ماركو رأي ما يكفي من الأداء، خاصة بعد النسخة المطورة التي استخدمها فريق تورو روسو في جائزة كندا الكبرى الأخيرة، ليقتنع بأن هوندا قادرة على جسر الهوة مع مرسيدس وفيراري، وبالتالي كان قرار التحول إلى المحركات اليابانية، ليولد فريق ريد بل-هوندا الجديد الموسم القادم.

التحالف الجديد سيستمر لعامين. إذ أن موسم 2021 سيشهد الجيل الجديد من المحركات التي ستسخدمها سيارات الفورميولا واحد، وحتى الآن ليس هناك من أمر مؤكد بالنسبة لمواصفاتها الميكانيكية. كما يبدو أن عددا من شركات السيارات مهتمة بالعودة إلى ساحة الفورميولا واحد، ولذلك ستقوم معظم الفرق بالتريث بالالتزام مع شريك للمحركات في موسم 2021.

السؤال القوي هو، هل سيتمكن محرك هوندا فعلا من توفير أداء أفضل من محركات رينو؟ وكيف سيكون شعور فريق مكلارين وألونسو تحديدا، إذا ما تمكنت الشركة اليابانية فعلا من تطوير محركاتها إلى هذه الدرجة؟ الجواب سنعرفه مطلع العام المقبل. وحتى ذلك الوقت، بإمكاننا فقط أن ننتظر، “ونحاول” الاستمتاع بباقي جولات البطولة هذا العام.

أهم المقالات