في البدء ، كانت سباقات السيارات عبارة عن حدث بسيط يجمع مركبات الإصدار العادي ، وباقة من وقود للحرق، ويتقدم كل ذلك مجموعة من السائقين “الجنتلمان” الموهوبين والشجعان. حتى انه لم يكن من النادر أن نرى هؤلاء يتسابقون مع ربطات عنق .
بعد أكثر من قرن من الزمن، يتم بناء سباقات السيارات بطرق تكنولوجية طليعية … المحركات، علب التروس، والأتراس التفاضلية يتم تصنيعها بمواد غريبة غير مألوفة. كما أن مركّبات الإطارات المتنوعة تجعل عنصر الإختيار بينها عملية تقنية صعبة جداً إن لم نقل معقدة.
في تموز/يوليو الماضي تم بث مقابلتين على محطة CNNالدولية. الأولى كانت مع البروفسور جون إريك جوف، وهو فيزيائي من كلية لينشبورغ، الذي صرّح أن العلم تمكن من المساعدة على التنبؤ بهوية الفائز في سباق فرنسا للدراجات الهوائية من خلال جمع الإحصاءات الصحيحة وتحميل المعلومات التي تم الحصول عليها إلى الحاسوب (الكمبيوتر). وتشمل المتغيرات الرئيسية البيانات الشخصية لكل مرحلة، وطاقة الدراجين ، كما بيانات الديناميكا الهوائية (إحتكاك الإطارات مع الإسفلت، ظروف الإسفلت، توقعات الطقس) … الخ.
المقابلة الثانية كانت مع أحد كبار مهندسي البترول لدى شركة “شل” بشأن تطور وقود السباقات. شرح قائلاً ان البداية كانت خلال حقبتي العشرينيات والثلاثينيات من خلال “كوكتيل” كيميائي من الوقود قاعدة تصنيعه مرتكزة على الميثانول والإيثانول والنيترو البنزين. أما اليوم، فبات وقود السباقات عبارة عن مجمع من حوالي 200 عنصر من المركبات الفردية التي تأتي من النفط الخام تُعامَل مع بعض المكونات السرية.
دفع المصنعون وفرق الراليات حدودهما من خلال تسخير التقدم الحاصل في علوم الفيزياء ، والميكانيكا وغيرها من العلوم . تكنولوجيا رياضة السيارات تطورت بطريقة، إذ وبالرغم من عدة مئات من القوة الحصانية الأقل، إلاّ أن أداء السيارات العالمية الـ “دبليو،آر،سي” وصل إلى مستوى “وحوش” سيارات المجموعة “ب”، لا بل وفي العديد من الظروف باتت حالياً هذه السيارات أسرع.
السائقون بدورهم بدلوا أنماط حياتهم للتكيف مع متطلبات هذه الرياضة.
فهل ما زالت “رياضة” …؟
هذا العام، ستكون مرة أخرى 13 مرحلة خاصة بالسرعة، مثيرة للتحديات على مسارات معبدة زلقة، دليلاً للجدل بين الإنسان والآلة التي تتحدى جميع أنواع التعاريف للراليات. وسيتم تنظيم مقطع واحد من مرحلتين ليليتين هما “تولا” بمسافة إجمالية تبلغ 28,86 كلم، و”عين عيّا” بمسافة 21,40 كلم.
سينطلق رالي لبنان الدولي الـ 38 مع إحتفالية ستُقام في تمام الساعة 19:30 يوم الخميس 3 أيلول/ سبتمبر 2015، من المسلك الرئيسي في النادي اللبناني للسيارات والسياحة – الكسليك، جونية. يوم الجمعة 4 ستُقام مرحلة إستعراضية تتواجه فيها السيارات “وجهاً لوجه” في وسط بيروت.
التخطيط لهذا الحدث المميز مع مفهوم التكوين المضغوط، ومع 244 كيلومتراً من المراحل الخاصة بالسرعة، وموقف للصيانة في جونية، وإثنين من النقاط للتزود بالوقود “ريموت ريفيولينغ زون” في منطقتي “ياريتا” و”فيطرون”، ومع إرتفاعات متفاوتة تصل الى 1200 متر عن سطح البحر. كل هذه الأمور تجعل من رالي لبنان الدولي الـ 38، الحدث الأكثر تطلباً في بطولة الشرق الأوسط للراليات.
نعم، وكما حصل مع الآخرين، لا يمكنك إلاّ أن تقع في غرامه.
بإسم اللجنة المنظمة، لا يسعني إلاّ أن أشكر كل أولئك الذين ناصرونا، سواءً كان مادياً أو معنوياً، والجهات الراعية لنا، من بين كثر، فضلاً عن النادي اللبناني للسيارات والسياحة.
إلى كل الذين تطوعوا لإنجاح هذا الحدث، أود أن أشيد بكم وأن أقول “شكراً”.
“مرحباً بالجميع”، أتمنى لكم رالي آمن وسليم! إدفعوا بعجلة العمل وتمتعوا بالإثارة.
فادي يوسف عون
رئيس اللجنة المنظمة
رالي لبنان الدولي الـ 38