فبراير 09, 2015

باصات وحافلات الدورة.. احتلال واحتكار يعاني منه اللبنانيين

“طلاع.. طلاع”، “وين رايح”، بهذه العبارات تستقبلك حافلات النقل العام من “فانات” و”باصات” متغلغلة تحت جسر الدورة المفعم بسوداوية سائقي الحافلات الذين يثيرون الرعب للكثير من المواطنين خصوصا في ساعات الليل.

ومما لا شك فيه أن اللبنانيين اعتادوا على حالة الفضوى القائمة بكل ما يتعلق بالنقل المشترك، ومن معاملة سيئة ومشينة من سائقي الشاحنات، الا ان الجديد في الامور هو احتكارهم للخط وعدم السماح للركاب ولسائقي الحافلات الأخرى بالوقوف تحت جسر الدورة الذي يتوجه اليه غالبية راكبي حافلات النقل العام.

فعند ذهابك الى جسر الدورة، ستكون العملة النادرة التي سيتهافت عليها سائقي الحافلات لاسيما التي تحمل الرقم “15” وكأنك مجبرا على الصعود والذهاب الى وجهتهم التي تكون من الدورة باتجاه الكولا مرورا بسوق الاحد، المتحف، بربير، كورنيش عين المريسة، حيث سيصعب عليك اقناعهم بعدم رغبتك الذهاب معهم.

وفي الحقيقة، تبرز هذه المشكلة من ناحية أخرى تتجلى باحتكار الحق بمزاولة هذه المهنة ومنعها على الحافلات الأخرى التي تعرف بـ “فانات طرابلس” التي تأتي من طرابس نحو الكولا وبالعكس.

فبمجرد التفكير بالركوب بـ “فان طرابلس”، سيبدأ الصراخ والعويل لابعادك عما تفكر به ومن ثم سيضطر السائق الشمالي على متابعة سيره من دون الحق بالتوقف تحت الجسر من قبل سائقي حافلات الدورة، الذين يأتون من جنسيات أجنبية بدون أي رخصة قانونية كما هو متوقعا، حيث يتداول الكثير من الركاب هذا الامر قائلين: ” مرة وقفنا دركي، اتصل تلفون سائقي الباص ونحنا نزلنا.. ما عرفنا شو صار”.

وفي جميع الأحوال، لا يمكن السكوت عن هذه التجاوزات المخيفة والتي تعكر حالة السائقين والركاب الذين يقلقون من هذه الفوضى التي تؤثر سلبا عليهم، بالاضافة الى معاناة سائقي السيارات العاديين الذين يضطرون للوقوف لدقائق طويلة في زحمة الفوضى العارمة التي يتسبب بها سائقي هذه الحافلات، مما يؤدي الى وصولهم متأخرين نحو جامعاتهم ومراكز عملهم.

وفي سياق متصل لما تقدم، قام احد الزملاء بالتواصل مع الأجهزة الامنية بواسطة موقع “تويتر” بعد ان نشر تغريدة لما حصل معه في المنطقة نفسها، مما دفع حساب قوى الأمن الداخلي الى الاستفسار منه عبر خدمة الرسائل المباشرة، واعدة التحري عن التفاصيل ومعالجة الأمر.

ويشار الى أنه لو يتم تنظيم هذا القطاع بشكل صحيح، لتخلى غالبية سكان لبنان عن سياراتهم مما ادى الى التخفيف من زحمات السير والتكدسات المرورية، ولكن الأمر ليس بهذه السهولة حيث يشكل الركوب في حافلات النقل العام رحلة مرعبة فيها الكثير من التوتر لاسيما عند بدء المعارك والتنافس بين سائقيها وتبادل أفظع الشتائم والعبارات النابية، بالاضافة الى الرجل الغامض الذي ينتظرك على مستديرة الدورة أو نهر الموت ليجبرك على الصعود الى الحافلة لقاء عمولة سيأخذها من السائق.

وعليه، يمكن القول أن نعمة حافلات النقل العام هي حكرا على باقي البلدان، أما في لبنان فقد تحولت النعمة الى نقمة تسبب الكثير من حوادث السير والتكدسات الخانقة التي تزعج السائقين والركاب الذي يعانون من أزمات متعددة وذات أصل واحد وهو الفوضى العارمة وعدم ضبط زمام الامور.

تعرفوا الى واقع سيارات الأجرة في لبنان عبر التقرير التالي: سيارات التاكسي.. زحمة وحوادث بالجملة وصداع يفتك باللبنانيين !

أهم المقالات