نقوم باستخدام السيارات منذ وقت طويل، حيث أصبحت سيئاً يمكن الوصول إليه بسهولة. تنتج العلامات التجارية مثل بي إم دبليو وجيب ومرسيدس وغيرها الكثير سيارات عالية الجودة ذات ميزات فريدة، ناهيك عن السيارات الكهربائية والهجينة التي يقال إنها ستكون وسيلة النقل المفضلة في المستقبل.
ومع ذلك قبل حوالي 200 عام فقط كانت مثل هذه الأشياء لا يمكن تصورها لشخص عادي، ولم تتمكن النماذج الأولية على الرغم من أنها مثيرة للإعجاب في ذلك الوقت من العثور على مكانها المناسب. من الممتع الاعتقاد بأن عربات الخيول كانت لا تزال أكثر فعالية من حيث التكلفة في تلك الأيام.
دعونا نعود بالذاكرة لنحاول تحديد الشخص الذي توصل إلى هذه الأعجوبة التكنولوجية مع ذكر المساهمات المهمة التي أدت إلى ظهور السيارات الحديثة.
من اخترع السيارة؟
كما هو الحال مع أي اختراع كل شيء يبدأ بفكرة. يمكن إرجاع المفهوم الأول للسيارة إلى ليوناردو دافنشي الرسام والمخترع الشهير الذي كان متقدماً على عصره. ومع ذلك فإن نسب الفضل إلى شخص ما في إنشاء السيارة الأولى يعد مهمة صعبة، ولكن بمجرد تجاوز جميع الميزات الحديثة مثل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) والفرامل المانعة للانغلاق وناقل الحركة الأوتوماتيكي فسوف تعثر في النهاية على سيارة بنز موتور رقم 1.
اخترع كارل بنز السيارة ذات الثلاث عجلات والمعروفة باسم “موتورفاجن” في عام 1866، وكانت أول سيارة حديثة حقيقية، ولهذا السبب أطلق عليه الكثيرون لقب المخترع الفعلي. حصل بنز أيضاً على براءة اختراع لنظام الخانق وشمعات الإشعال ومبدل التروس ومبرد الماء والمكربن وعناصر السيارة الأساسية الأخرى. وفي وقت لاحق أنشأ مجموعة دايملر وهي شركة سيارات لا تزال موجودة حتى اليوم.
ولكن هذا مجرد غيض من فيض، حيث كان لدى كارل بنز أيضاً منافس مباشر يُدعى جوتليب دايملر الذي قام ببناء النموذج الأولي للسيارة في 8 مارس 1886، وسبقهما نيكولا جوزيف كوجنوت من فرنسا الذي صنع سيارته في عام 1769، حتى أنه يُعرف بأنه أول شخص اخترع واحدة من قبل نادي السيارات الملكي البريطاني ونادي السيارات الفرنسي.
مساهمات هامة
كما نرى لا توجد طريقة حقيقية لتحديد من هو أول شخص صنع سيارة، حيث قضى العديد من المخترعين العبقريين ليالٍ بلا نوم في تصميم واختبار إبداعاتهم. دعونا ننظر إلى ما فعلوه ومدى أهمية مساهماتهم.
نيكولاس أوتو
أحد أهم المعالم في تصميم المحركات جاء على يد نيكولاوس أوجست أوتو الذي اخترع في عام 1876 محركاً فعالاً يعمل بالغاز؛ لقد صنع أول محرك احتراق داخلي عملي رباعي الأشواط وهو “محرك دورة أوتو”، وبمجرد الانتهاء من ذلك نجح في تحويلها إلى دراجة نارية مما فتح الطريق أمام الآخرين لاستخدام اختراعه.
غوتليب دايملر
في عام 1885 قام غوتليب دايملر مع شريكه فيلهلم مايباخ بإعادة اختراع محرك الاحتراق الداخلي من أوتو والذي يعتبر الأقرب إلى المحرك الحديث.
عمل دايملر في شركة ديوتز غازموتورنفابريك التي شارك نيكولاس أوتو في ملكيتها عام 1872 ونقل تلك الخبرة إلى هذا الإبداع وأعماله الإضافية.
قام غوتليب دايملر بتحسين تصميماته، وفي عام 1889 ابتكر محركاً مائلاً ثنائي الأسطوانات على شكل حرف V رباعي الأشواط مع صمامات على شكل فطر مما وضع معياراً جديداً في الصناعة.
حتى أنه وشريكه قاما ببناء سيارة في نفس العام، حيث كان لديه ناقل حركة بأربع سرعات وسرعة 10 ميل في الساعة.
وبسبب اختراعاته بدأت السيارات التي تعمل بالبنزين تكتسب قوة جذب وتفوق مبيعاتها على الأنواع الأخرى من السيارات، حيث بدأ السوق في النمو بنشاط وكان الطلب كبيراً إلى حدٍ معيد.
رينيه بانهارد وإميل ليفاسور
ولهذا السبب قام رينيه بانهارد وإميل ليفاسور ببناء أول سيارة لهما بمحرك دايملر بعد عام واحد فقط، حيث قام إدوارد سارازين الذي كان يملك حقوق ترخيص براءة اختراع دايملر بتكليفهم بإنشاء واحدة مما أدى إلى المزيد من الإنجازات.
صنع بانهارد وليفاسور سيارات مزودة بقابض يعمل بالدواسة وناقل حركة متسلسل يؤدي إلى علبة تروس متغيرة السرعة ومبرد أمامي. كان ليفاسور أول مصمم ينقل المحرك من الخلف إلى مقدمة السيارة ويستخدم نظام الدفع الخلفي.
لم تقم جميع الشركات المصنعة الفرنسية بتوحيد سياراتها لذلك كانت دائمًا مختلفة. كانت أول سيارة موحدة هي بنز فيلو عام 1894، وتم تصنيع حوالي مائة وأربعة وثلاثين سيارة فيلوس متطابقة في عام 1895.
المخترعون الأمريكيون
كان أول مصنعي السيارات التجارية التي تعمل بالبنزين في أمريكا هم تشارلز وفرانك دوريا، حيث كان الأخوان من صانعي الدراجات المهتمين بمحركات البنزين والسيارات وقاموا ببناء أول سيارة لهم في عام 1893 في سبرينجفيلد – ماساتشوستس.
ومع ذلك لم يتم إنتاجها بكميات كبيرة وتم بيع 13 طرازاً فقط من سيارة الليموزين دوريا.
أول سيارة أصبحت ذات شعبية كبيرة في الولايات المتحدة كانت سيارة كورفد داش أولدزموبيل عام 1901، إذ قام رانسوم إيلي أولدز الذي اخترع المفهوم الأساسي لخط التجميع وبدأ صناعة السيارات في ديترويت بإنتاج السيارة.
تم بيع حوالي 425 سيارة من طراز كورفد داش أولدزموبيل بحلول عام 1901 مما جعله الشركة الرائدة في مجال تصنيع السيارات حتى عام 1904.
لكن الشخصية الأبرز في صناعة السيارات الأمريكية كان هنري فورد، والذي كان أول من صمم خط تجميع محسّن وقام بتركيب خط التجميع القائم على الحزام الناقل في مصنعه في ميشيغان حوالي عام 1913-1914، حيث ساعد في تقليل تكاليف الإنتاج ووقت التجميع.
في عام 1896 صنع سيارته الأولى التي أطلق عليها اسم “الدراجة الرباعية” والتي أخذت في الاعتبار إنشاء الطراز T في عام 1908، حيث حقق نجاحاً كبيراً وكان لديه 15 مليون طراز تم تصنيعه بحلول عام 1927.
ملخص
على الرغم من أن هذه المقالة لا تغطي جميع الأحداث التي تتعلق بتاريخ السيارات بشكل متعمق، إلا أن الرحلة التي أوصلتنا إلى السيارات الحديثة لا تزال مثيرة للإعجاب. لقد قطعت التكنولوجيا شوطاً طويلاً بالفعل، ولكن دائماً ما يكون عمل الفرد البارز هو الذي يدفع الأمور إلى الأمام.
ونأمل أن تكون قد تعلمت شيئاً جديداً وحصلت على فكرة عن كيفية ظهور السيارة الأولى في العالم!