عندما اكتشف محمد بن سليّم الراليات في الإمارات عن طريق الصدفة عام 1982، كانت بداية لمسيرة حافلة بالإنجازات استمرت لقرابة العشرين عاما، والتي اختتمها باللقب الـ 14 له ببطولة الشرق الأوسط للراليات، واعتزل بعدها المنافسات.
وقبل حوالي الشهر، ساهم إعلان بن سليّم عن عودته للمنافسات الاحترافية في رالي الشارقة في جذب المزيد من الاهتمام بالمشاركة في الرالي، ثاني جولات بطولة الإمارات للراليات 2015.
وهرع مندوبو الوسائل الإعلامية، الذين غالبا ما يستمتعون بعطلة نهاية الأسبوع، إلى كورنيش الشارقة صباح يوم الجمعة لالتقاط الصور والحصول على تصريحات لابن سليّم الذي عاد للمنافسات بسيارة من نوع فورد فيستا دبليو آر سي، السيارة التي لازمته في عدد من الراليات، والتي توقفت عن المنافسات قبل ثلاث سنوات من توقف سائقها.
وبعد ساعات قليلة، تجمهر عدد كبير من عشاق الراليات على قمة إحدى المرتفعات المطلة على أحداث المرحلة الخاصة الثانية منتظرين قدوم بن سليّم بسيارته الإسكورت والاستمتاع بالنظر لمهاراته في قيادة السيارة، بعد عقدين من آخر مشاركة جمعت بينهما، كما لو أنها كانت البارحة.
وبعد أن أتخم سجله بألقاب الشرق الأوسط للراليات وأكثر من 60 انتصارا دوليا، يتطلع بن سليّم بعودته للمنافسات لهدف آخر الآن.
ويشارك بن سليّم ضمن قائمة مؤلفة من 25 سائقا في الجولة الثالثة لبطولة الإمارات للراليات، جولة رالي رأس الخيمة، والتي تنطلق بعد جولة استعراضية خاصة.
وتأتي عودة بن سليّم للراليات استجابة للدعوة التي وجهها له صديقه ورفيقه في الراليات، الشيخ عبدالله القاسمي، مؤسس ورئيس نادي الإمارات لرياضة السيارات، الجهة المنظمة لبطولة الإمارات الوطنية للراليات.
وشارك بن سليّم في الراليات لأول مرة عام 1982 بعد أن سار بالقرب من تجمع للناس في دبي ذات يوم. وقال مستعيدا الذكريات: “أذكر ذلك اليوم جيدا. رأيت عددا كبيرا من السيارات على جانب الطريق وتوقفت لأسأل عن سبب تجمعهم. وقالوا لي بأنه الرالي، ولفت ذلك انتباهي وأثار حماستي”.
وتمكن بن سليّم لاحقا من الفوز بأول لقب له في بطولة الشرق الأوسط للراليات عام 1986، ليصبح أول سائق إماراتي يفوز بالبطولة الإقليمية.
ومن بين أبرز السائقين الذين ابدوا اهتمامهم في رالي رأس الخيمة، الشيخ خالد القاسمي، شقيق الشيخ عبدالله القاسمي، وثاني سائق إماراتي يفوز بلقب بطولة الشرق الأوسط للراليات بعد بن سليّم.
ودخل الشيخ خالد بسيارة من نوع فورد فيستا فئة المجموعة “ن” برفقة الملاح الإماراتي خالد الكندي، الذي تعافى بشكل كامل من الإصابة التي تعرض لها أثناء مشاركته إلى جانب يحيى بلهلي خلال منافسات رالي أبوظبي الصحراوي الأسبوع الماضي. لكن الشيخ خالد، الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الصعود على منصة تتويج الجولة العالمية للراليات الطويلة لولا تعرض سيارته لعطل في علبة التروس، اضطر لإعلان انسحابه بعد أن فشلت محاولات إحضار محرك جديد لسيارته في الوقت المحدد.
من جهته يتطلع الشيخ عبدالله، الذي يشارك برفقة الملاح القدير غابي خوري، لتعزيز صدارته للبطولة وتوسيع فارق الـ 37 نقطة الذي يفصله عن أقرب منافسيه، السائق الإماراتي نوح بوحميد والسعودي ابراهيم المهنا، اللذان يشاركان بسيارتين من نوع نيسان باترول.
وتتألف جولة رالي رأس الخيمة، التي تنطلق تمام الساعة 9 من صباح يوم السبت بالقرب من منطقة حمرانية وخت، من ثلاث جولات خاصة يقوم السائقون بقطعها ثلاث مرات بمسافة إجمالية تعادل 127.95كم. ويختتم الرالي أحداثه بالقرب من مركز المنار تمام الساعة 5.30 مساء.
ترتيب السائقين في بطولة الإمارات للراليات بعد الجولة 2
الشيخ عبدالله القاسمي (الإمارات) 75 نقطة
نوح بوحميد (الإمارات) 38 نقطة
ابراهيم المهنا (السعودية) 38 نقطة
علي الشاوي (الإمارات) 28 نقطة
إيان باركر (الإمارات) 26 نقطة
خالد المنجي (عمان) 15 نقطة
محمد عمّار (الإمارات) 12 نقطة
فيصل الرشيدي (عمان) 12 نقطة
علي مطر الكتبي (الإمارات) 10 نقاط