بدأت عملية تصنيع الشاحنات الأولى من قبل شركات تصنيع السيارات الأميركية في القرن الماضي، وذلك نظرا لنمو السوق الخاص بالمزارعين والتجار آنذاك واللذين كانوا بأمسّ الحاجة إلى وسيلة لنقل مختلف السلع والبضائع الثقيلة.
فكانت عندها العقلية السائدة كالتالي: إن كنت شخصا يبحث عن سيارة أنيقة مناسبة لك أو للعائلة، فسوف يقع اختيارك مباشرة إما على سيارات السيدان وإما على السيارات الرياضية المتعددة الاستعمالات المتناسبة مع نمط حياتك. وإن كنت تبحث عن سيارة مخصصة للعمل، فعندها سوف تتوجه للبحث عن شاحنة بيك أب.
ومع تطور هذه المركبات في الحقبة الزمنية الأخيرة تبدلت الخيارات وباتت معالمها غير واضحة تماما، إذ أصبحت المركبة المخصصة للعمل قديما وسيلة النقل المفضلة لدى الكثيرين اليوم نظرا لتعبيرها عن شخصيتهم ومكانتهم الاجتماعية ومركزهم الوظيفي.
وها هي شركات السيارات تتنافس حاليا لتصنيع الشاحنة الأكبر والأقوى والأكثر خفة ورشاقة، وخصوصا بعدما شهد هذا القطاع نموا كبيرا مع تخطي حجم مبيعات الشاحنات حجم مبيعات سيارات السيدان متوسطة الحجم في الربع الأول من العام 2017 في الولايات المتحدة.
ميكانيكيا، كان يتم تزويد الشاحنات بمحركات V4 وV6، قبل أن يتم إطلاق المحرك V8 الذي منح الأداء الفعال للسيارات. وفي وقت لاحق، باتت هذه الشاحنات، وبفضل نظام الدفع الرباعي، تستطيع السير على أي نوع من الطرقات وفي كافة التضاريس، إضافة إلى تزويدها بقدرة تخزينية أكبر بحيث باتت مساحة صندوق التحميل تبلغ 7.5 إلى 9 قدم.
وما لبثت أن باتت الشاحنات أكثر سهولة للقيادة، مع نظام تغيير السرعة الأوتوماتيكي، وأنظمة التعليق الأمامية المستقلة، والقوة المعززة في الفرامل ونظام التوجيه، الأمر الذي يمكّن السائقين الذين لا يمتلكون الخبرة الكافية من قيادة هذه المركبات الثقيلة، التي باتت في أيامنا هذه قادرة على نقل ما يزيد عن 10,000 رطل من الأمتعة والبضائع.
ولم يطل الانتظار كثيرا حتى بدأ المستهلك يتأقلم مع هذا النوع من المركبات ساعيا لاستخدامها داخل المدن. فتنوعت الطرازات وبات العميل قادر على الاختيار انطلاقا من الشاحنات المخصصة للعمل والمتناسبة مع الأشخاص الذين يحتاجونها للعمل، أو السيارات المخصصة للسير على الطرقات الوعرة للأشخاص المغامرين، مروراً بالشاحنات ذات الأبواب الأربعة والمخصصة لنقل العائلات وصولاً إلى الطرازات الثقيلة والتي تتميز جميعها ذات المستوى من الراحة والفخامة.
تبلغ ذروة استخدام هذه المركبات في منطقة الشرق الأوسط، حيث باتت تستخدم لنقل الناس والبضائع عبر الصحراء والكثبان الرملية بكل راحة وسهولة. وتجدر الإشارة إلى أن شركة جي إم سي قد لعبت دورا حيويا في هذا الأمر وفي نمو المنطقة منذ حضورها في عام 1926، بحيث باتت تشكل جزءاً من ثقافة منطقة الخليج وأسلوب الحياة فيها.
ومع تقدم المكانة الاجتماعية والوظيفية وانعكاسها على شخصية السائق، تعددت مزايا استعمال المركبات لتكون مناسبة لجميع أنماط الحياة من المدنيين الذين يستخدمونها بشكل يومي للذهاب إلى العمل خلال أيام الأسبوع أو للقيام بالرحلات الصحراوية أو الرحلات إلى الشاطئ خلال أيام نهاية الأسبوع، إلى المغامرين الذين يستخدمونها لاجتياز التضاريس الصعبة ومحاربة المناخات المتطرفة.
إذن عزيزي السائق، إن كنت بحاجة إلى مركبة تعطيك وهرة وتعكس مكانة اجتماعية راقية، أنت بحاجة إلى شاحنة بيك اب في عصرنا الحالي. ولا تقلق، إنها مزودة بكل ما تحتاجه من أحدث التكنولوجيات ومواصفات السلامة المتوفرة في المركبات الرياضية أو المخصصة للطرقات الوعرة. كلها في سبيل تلبية احتياجاتك.
للمزيد من الموضوعات والأخبار، تابعونا على فيسبوك AlamAlsayarat
وعلى تويتر @Alamalsayarat وانستجرام @Alamalsayarat