تجربة رينج روفر ٢٠١٨ الجديدة، والتي تحصل على محرك من أربع اسطوانات، ولكن مع محرك كهربائي وتكنولوجيا الهايبرد الهجينة، لتقدم فئة جديدة هي ربما الأفضل عمليا من بين طرازات رينج روفر الفاخرة
قد تبدو صور تجربة رينج روفر ٢٠١٨ التي ترونها هنا مجرد صورة أخرى لسيارة رينج روفر من الجيل الحالي، وهي تقف أمام قصر بلنهايم الشهير، موطن أجداد ونستون تشيرتشل، رئيس الوزراء البريطاني الذي قاد بلاده إلى النصر خلال الحرب العالمية الثانية. ولكن الحقيقة هي أن هذه ليست أي سيارة رينج روفر، بل هي النسخة المعدلة للسيارة لعام ٢٠١٨.
إذا لم تلاحظ أي فارق بينها وبين الطراز الحالي، فلا تقلق. فما لم تكن من خبراء رينج روفر، قد لا تدرك أن هناك أي فارق أصلا، وستحتاج إلى عين ثاقبة لترى أن ذلك القسم المعدني مع الفتحات الطولية خلف الأبواب بات يتألف من أربعة أقسام بدلا من ثلاثة، أو أن هناك أضواء أمامية تعمل بتقنية “الليزر بيكسل” الخاصة لأضواء الـ LED.
على الأقل في الداخل، يمكنك فورا أن ترى التغيير. فرينج روفر ٢٠١٨ تحصل على نظام Touch Pro Duo للمعلومات والترفيه، والذي كنا قد تعرفنا عليه عند إطلاقه لأول مرة في طراز رينج روفر فيلار. إنه إضافة سيقدرها كل من يستخدم هذا النظام الذي يتميز بجودته وسهولة استخدامه، وطبعا بنوعية الصور والرسومات الواضحة والمميزة، بالإضافة إلى اعتماده على تقنية ذكية لتقليص عدد الأزرار، واعتماد مفاتيح دوارة يتم تغيير عملها بحسب الحاجة.
هناك أيضا تغييرات أخرى طفيفة، مثل المقاعد الخلفية التي أعيد تصميمها، ومفاتيح التحكم بالمقاعد الكهربائية، ولكن كلها تفاصيل بسيطة لا ترقى إلى أن تكون هذه سيارة جديدة.
ما السبب إذا الذي قد يدفع بلاند روفر لدعوتنا إلى بريطانيا من أجل تجربة رينج روفر ٢٠١٨ الجديدة؟ الأمر يبدو جليا عند الجلوس في السيارة وتشغيلها، وسماع صوت المحرك. أو بصورة أدق، عدم سماع صوت المحرك إطلاقا. إذ أن هذه السيارة هي رينج روفر P400e PHEV كما هو اسمها الرمزي كطراز لدى الشركة. الرقم 400 يرمز إلى قوة المحرك، والأحرف PHEV هي اختصار لعبارة “العربة الهجينة القابلة للشحن”.
نعم، هذه هي سيارة رينج روفر هجينة، مزودة بمحرك هجين يجمع محركا تقليديا مع محرك كهربائي. المحرك التقليدي ليس تقليديا إطلاقا في عرف رينج روفر. فهو ليس من فئة V8 أو حتى V6، بل هو محرك المجموعة من فئة «إنجينيوم» الشهيرة، مكون من أربعة اسطوانات بسعة 2.0 ليتر مع شاحن تيربو،
رينج روفر بمحرك أربعة سلندر؟ هذا قد يبدو كمن صبأ عن دين آبائه لدى عشاق رينج روفر. ولكن الأمر يختلف هنا. فقوة المحرك التقليدي تبلغ 300 حصان، ومع المحرك الكهربائي، يرتفع إجمالي القوة إلى 404 حصان، أي أن السيارة أقوى من تلك المزودة بمحرك الـ V6 لدى الشركة. أما عزم الدوران فيبلغ 640 نيوتن متر، ولا يتفوق عليه في هذا المجال سوى محرك فئة SV أوتوبيوغرافي فقط.
الفكرة من فئة PHEV تجمع بين محرك صغير الحجم، عالي الفعالية، مع مجموعة بطاريات كبيرة الحجم ومحرك كهربائي. المحرك الكهربائي يولد عزما عاليا جدا، ويتوفر بمجرد تشغيله، مما يعني عزم دوران عال يتوفر في أي لحظة. البطاريات قابلة للشحن عبر التيار التقليدي في المنزل أو عبر محطات الشحن المختصة، ويمكن قيادة السيارة بالنمط الكهربائي، وإن كان ذلك لمسافة غير طويلة. ولكن حتى وإن نفذت الطاقة المخزنة في البطاريات، فإن نظام استعادة الطاقة، والطاقة التي يوفرها المحرك عبر المحول، تبقي الكهرباء متوفرة فيها، مما يعني أن السيارة، بغض النظر عن مستوى شحنها، ستوفر دوما الأداء نفسه، ولكن طبعا بمستوى مختلف من استهلاك الوقود، والذي بالحديث عنه يبلغ 2.8 ليتر من الوقود لكل 100 كلم، أي أن مدى السيارة يبلغ 3215 كلم على خزان وقود واحد!
وكيف يؤثر ذلك على تجربة رينج روفر ٢٠١٨ إذا؟ يختلف شعورك عند قيادة رينج روفر الهجينة هذه بشكل طفيف بالمقارنة مع شقيقاتها، وهذا ليس انتقادا للسيارة على الإطلاق. صحيح أنك قد تفتقد إلى ذلك الاندفاع السريع مع سماع زمجرة محرك الـ V8، ولكن في المقابل تكتسب السيارة ميزات لا تتوفر في شقيقاتها.
استهلاك الوقود ربما أميزها وأكثرها وضوحا. ولكن بمجرد الانطلاق بالسيارة تظهر نواحي أخرى. أولا هو الهدوء. الهدوء الذي يجعل أي سيارة أخرى تبدو مزعجة. قد السيارة في المدينة على سرعة منخفضة، بالنمط الكهربائي، سيفاجئك الشعور. ليس هناك صوت على الإطلاق. والأمر هنا لا يتعلق بالمشي البطيء جدا كما هي حال سيارات الهايبرد الصغيرة. كلا، أنت هنا تقود سيارة فاخرة تتسارع بسلاسة وتتجاوز سرعتها 100 كلم/س على النمط الكهربائي إذا كان شحن البطارية كافيا لذلك. الأمر الآخر الذي تشعر به هو عزم دوران المحرك. كل ما عليك فعله هو الضغط بصورة بسيطة على دواسة الوقود، لتنطلق السيارة إلى الأمام بسلاسة. من هذه الناحية، أعتقد ربما أنها الأفضل بين طرازات رينج روفر (القياسية) كسيارة فارهة.
هذا لا يعني أيضا أن السيارة فقدت أيا من قدراتها المعروفة للقيادة خارج الطرق المعبدة. نظام الاستجابة على التضاريس (Terrarin Response) المعروف لدى لاندروفر متوفر في السيارة. والعزم الإضافي الكبير للمحرك الكهربائي يعطي السيارة دفعا إضافيا أكبر على الطرق الوعرة، والطرق الطينية الزلقة تحديدا. بل وحتى بالإمكان قيادة السيارة داخل الماء لعمق 90 سنتيمترا، تماما مثل أي سيارة رينج روفر عادية. وإن كنت أشك أن أحدا من أصحاب هذه السيارة سيفكر يوما بفعل ذلك بسيارته.
ولكن إن أردت التمتع أثناء تجربة رينج روفر ٢٠١٨ الجديدة فعلا، فعليك أن تجرب فئة قاعدة العجلات الطويلة (LWB) وتجلس في الخلف. هنا، ستعرف الفارق بين السيارة الفاخرة، والرفاهية الحقيقية. فالمقاعد الخلفية تشابه تلك في الدرجة الأولى في الطائرات، أمامك شاشة للترفيه، ولديك سماعات خاصة إن أردت لسبب ما الاستغناء عن نظام «ميريديان» الرائع للصوت. المقاعد تميل إلى الخلف، وتم تغييرها بحيث توفر الراحة للركاب بشكل أفضل. وإنك ان ذلك غير كاف لك فبإمكانك الاستمتاع بأي من أنماط المساج الـ 23 المتوفرة في ظهر وأسفل المقاعد، وتقوم برفع الستائر الجانبية الكهربائية، وتترك الأمر للسائق بينما تستلقي في الخلف وتأخذ أنت قسطا من الراحة، بدل عناء قيادة السيارة.
الكثير من الناس قد يرون فكرة اختيار رينج روفر هجينة بمحرك من أربع اسطوانات فكرة غريبة، بل وحتى مستهجنة. ولكن ما فعلته لاند روفر هو أنها استغلت مميزات هذا النظام لتوفر سيارة لا تضحي بأي من مميزات رينج روفر، وتضيف إليها سلاسة أكثر وتوفيرا أعلى، لتقدم ما أعتقد أنها أفضل سيارات رينج روفر حاليا.