سبتمبر 18, 2017

مستقبل السيارات الطائرة في خطر

يعتقد الكثير من الناس بأننا نعيش حاليا في المستقبل بينما يعتقد الكثير من رواد التكنولوجيا بننا نعيش في حاضر هو صنيعتهم في حين أن آخرين يعتبرون بأننا نعيش في مستقبل هم بصدد بنائه.

أي كان ما تظن أو تعتقد فإذا ظننت أن المستقبل هو أمر نصل إليه عندما تتحقق فقط توقعات أو بعض توقعات الماضي, فإن ذلك يعني أنه سيتحتم عليك اعادة النظر بما تعتقده لسببين:

الأول هو أن إعتبار البشرية بأنها تعيش في المستقبل يعني أنك تعتبر أن ما نعيشه اليوم يختلف بشكل جذري عن الماضي, الذي وجد من قبل من يعتبره المستقبل التكنولوجي الذي سيراه من سيأتي بعد. وبالتالي فإن إختلاف الخروقات التكنولوجية لكل عصر لا تعني نهاية المطاف أمام التكنولوجيا وإقفال الباب أمام أي تطور أو خرق تكنولوجي مقبل.

الثاني هو أن اعتبار أننا نعيش في المستقبل يعني بحد ذاته أننا توقفنا عن الإبداع وأن ما وصلنا إليه الآن هو ذروة ما قد تصل إليه البشرية وليس هنالك, نتيجة لذلك. ما نقوم بتطويره أو إبتكاره أو حتى بإختراقه في مجال التكنولوجيا ليعيد كتابة التاريخ من جديد.

وفي حال كنت تظن بأن تحقق شرط إختراع السيارة الطائرة هو أمر ضروري لإعتبار بأننا إستكملنا مسيرة الإبداع البشري والأمر سوف يتوقف عند هذا الحد، تكون قد أغفلت بأن اختراع السيارة الطائرة ليس مكتملاً ولا يزال بحاجة إلى قطع شوط كبير من عدة نواح:

– أولاً, البنية التحتية

إن إنتشار السيارات الطائرة يحتاج قبل كل شيء إلى بنية تحتية وربما مدارج وتنظيم الطيران في الهواء ومؤسسات ترعى وتنظم وتراقب عملية الطيران الفردي بسيارة.

– ثانياً, اجراءات السلامة ومخاطر الطيران

إن الطيران ليس بالمسألة السهلة على الإطلاق وليس بالتأكيد كقيادة سيارة على الأرض والأمر ينطوي على مخاطر ضخمة, أبرزها كثافة السيارات في الهواء, مخاطر عدم التعلم السريع والصحيح للطيران من قبل البشر, مخاوف من سقوط الكثير من السيارات نتيجة إهمال جداول الصيانة وغيرها من الأمور مما لا يشكل خطراً على سلامة السائق فحسب, إنما أيضاً على سلامة المشاة تحت السيارة الطائرة وهو الأمر الذي على الرغم من إمكانية إيجاد الحلول له إلا أنه يبقى خطراً إلى حين أن تصبح عملية قيادة سيارة طائرة من الأمور الشديدة الأمان.

– ثالثاً, تكنولوجيا غير مكتملة ومكلفة

إن بناء وإنتاج سيارات طائرة ليس ببساطة بناء وإنتاج سيارات الطريق, بل هو أمر مكلف وقد لا يكون بمتناول الجميع, وبالتالي فإن الجدوى الإقتصادية لها بالنسبة للشركات تعتبر ضعيفة بعض الشيء. هذا من دون أن ننسى محاولات العديد من الشركات تسجيل براءات إختراع على الورق لم يتم تنفيذ أي منها وربما بعضها لا زال قيد البحث والتطوير ومن يدري ربما الإختبار حالياً.

– رابعاً, القوانين

قد لا تكون القوانين الحالية كافية لتنظيم هذا القطاع المستقبلي بعد, وهو من الأمور التي قد تؤخر العمل على بناء وإنتاح هذا النوع من السيارات الطائرة.

وهناك عدة محطات مرة بها مسألة السيارات الطائرة في العامين الأخيرين نذكر منها ما يلي:

– توظيف أوبر لمهندس من وكالة ناسا للعمل على مشروع السيارة الطائرة

كنا قد تحدثنا حول هذا الموضع في مقال سابق (هنا) فقد قامت أبور إيليفايت, وهي الذراع البحثية لأوبر, بتوظيف أحد قدامى مهندسي ناسا مارك مور الذي كان في العام 2010، قد أصدر ورقة بحثية تحدث فيها عن الجدوى المالية لبناء وتنفيذ السيارات الطائرة.

وتناوات الورقة البحثية في ذلك الحين ، عملية الإقلاع والهبوط العاموديين للسيارة، وكانت مقنعة إلى حدود أن حتى المؤسس المشارك في غوغل لاري بيج قد أصبح شريكاً مستثمراً. ومع ذلك فإن اوبر لا تزال بعيدة عن بناء سيارات تطير في الأجواء. حيث تعترضها عقبات هائلة من بينها التفاوض مع الموردين، والتعامل مع القوانين في المجال الجوي، والتأكيد على سلامة الطائرات.

– لاري بيج يموّل شركتين لبناء سيارة طائرة

لاري بايج مول شركتين لبناء السيارة الطائرة من قبل (تحدثنا عن هذا الأمر في مقال سابق)

الأولى في عام 2010، ويطلق عليها Zee Aero. وهي شركة تعمل على سيارات كهربائية بالكامل للركاب عامودية الإقلاع والهبوط كهربائية.

الشركة الثانية وتدعى كيتي هوك على إسم الشاطئ الذي قام عليه الأخوان رايت بإطلاق أول رحلة طيران مزودة بمحرك يعمل على الطاقة. وهي أيضاً شركة تعمل على تطوير تكنولوجيا تسمح للسيارات بالطيران.

وعلى رغم العوائق والصعوبات التي تعترض هذه التكنولوجيا بشكل كبير إلا أنه وعلى ما يبدو لدى بايج رؤية قد تختلف عن غيره ممن لا يرون أي أفق قريب لرؤية السيارات تطير في الأجوء وقد يكون ذلك بسبب ما تمتلكه من الموارد اللازمة لبناء بعض المركبات من هذا النوع.

– براءة إختراع من تويوتا محورها سيارة هوائية على شكل طائرة

كتبنا أيضاً منذ فترة مقالاً يتحدث عن براءة الإختراع هذه (هنا) حيث كشفت تويوتا عن أن صانع السيارات الياباني لديه بعض الرؤى المثيرة للاهتمام في هذا المجال بالذات.

فبدلا من الأجنحة المتحركة والتي تنطوي على نفسها فإن جسم هذه السيارة الطائرة قادر على إحتواء أجنحتها ضمن أو تجويف في جسمها خلال ظروف القيادة العادية.

وبحسب براءة الاختراع، فإن مفهوم تويوتا يتألف من 3 أفكار من خلالها يمكن للأجنحة الإنتشار من أجل تسهيل عملية الطيران. بالإضافة إلى أن هذه السيارة تستمد طاقتها من محرك خلفي، والذي بدوره يستطيع تغذية المروحة بالطاقة.

غير أنه, وعلى ما يبدو, فإن تويوتا أيضاً لن تقوم بتحقيق أحلامكم في هذا المجال, ففي أكثر الأحيان يتم تسجيل براءات الإختراع هذه من أجل حماية فكرة معينة أو من أجل تسجيلها كإختراق في مجال علمي ما.

في حال رأيت أي سيارة تطير في الهواء فإنك إما تكون قد إستأجرت آلة زمن ذهبت بك إلى المستقبل أو أن ما رأيته اليوم لا يتعدى كونه إرهاصات لمستقبل لن يكون بقريب.

يذكر انه بامكانكم متابعتنا على تويتر @Alamalsayarat.

تابعوا المزيد من الأخبار

حتى بوجاتي تحولت إلى الكهربة.. لمزيد من الأداء!

أمور مهمة عليك معرفتها عند شراء سيارة مكشوفة

جديد لاند روفر ديفندر قريبا

أهم المقالات