أغسطس 30, 2017

مادة محدودة الموارد تهدد مستقبل انتاج السيارات الكهربائية

تبشر صناعة الطاقة النظيفة بمستقبل باهر للبشرية وللإقتصاد وكحل لمسألة الإحتباس الحراري التي يعاني منها كوكبنا الأزرق. إلا أن هذا التفاؤل قد لا ينطبق على مساعي الطاقة النظيفة في عالم السيارات على الرغم من الطفرة الواسعة في مجال كهربة السيارات وتطور التكنولوجيا اللازمة من أجل تحقيق أفضل نماذج صديقة للبيئة للمساهمة في حل أزمة التلوث.

فالجميع يعلم أن السيارات الكهربائية أو حتى الهجينة تستعمل بطاريات الليثيوم من أجل توليد الطاقة, إلا أنها اليوم تواجه تحدياً لا هو تكنولوجي ولا هو مالي إنما هو تحد “طبيعي” لكن من نوع آخر.

فعلى الرغم من التفاؤل الكبير حول إستعمال الطاقة النظيفة من أجل توليد الطاقة إلا أن معظم الأدوات الكهربائية الصديقة للبيئة تحتاح إلى تخزين هذه الطاقة أو إستغلال البطاريات للمساعدة على توليد الكهرباء. ويدخل الليثيوم في صناعة معظم الالكترونيات بالإضافة إلى السيارات الكهربائية الحديثة.

الليثيوم ثورة فطفرة..

وقد بدأت ثورة بطارية الليثيوم أيون في تسعينيات القرن الماضي حتى أصبحت اليوم سائدة في معظم الأجهزة الإلكترونية، وكذلك السيارات الكهربائية, ومع تصاعد الثورة التكنولوجية في عصرنا الحالي تزداد يوما بعد يوم الأجهزة والمركبات التي تعتمد على بطاريات الليثيوم أيون مما يعني أن الطلب على مادة الليثيوم أيون سوف يزداد ويتصاعد مع مرور الأعوام والتطورات الصديقة للبيئة في المجال التكنولوجي, وهذا الأمر يضعنا أمام تساؤل في غاية الأهمية: هل مادة الليثيوم مادة غير محدودة الموارد أم أنها تواجدها في الطبيعة محدود؟

الليثيوم إلى إنقراض؟

وبحسب دراسة نشرها موقع Green Tech Media فقد انخفضت تكاليف انتاج الليثيوم بشكل متصاعد منذ أوائل التسعينيات بحيث أن نسبة إنخفاض أسعار بطارية الليثيوم بلغت 14 في المائة سنويا منذ عام 2007، والإنخفاض مستمر بحيث أن الاتجاه الطويل الأجل يبدو واضحاً مع نسبة 6 في المائة إلى 9 في المائة انخفاض في السعر لكل مضاعفة من حجم الإنتاج.

وذكرت الدراسة عينها شركة تسلا على سبيل المثال بحيث تتوقع الأخيرة إنتاج 500000 سيارة سنويا بحلول عام 2020. وبقدرة متوسطة مفترضة تبلغ 65 كيلوواط/ساعة لكل مركبة الأمر الذي سيخلق حاجة إلى حوالي 10 كيلوغرامات من الليثيوم في البطارية، و5 ملايين كيلوغرام (5000 طن متري) من الليثيوم المكرر سنويا.

وتفترض الدراسة بأن العالم يتوقع رؤية 100 معمل ضخم لتسلا لإنتاج البطاريات بحلول عام 2040 وهذه المصانع تعتبر كافية لإنتاج حوالي 100 مليون سيارة كهربائية سنويا. مما يعني أن العالم بحاجة إلى حوالي 800000 طن متري من الليثيوم بحلول عام 2040, وهذا فقط لإنتاج البطارية ولا يشمل العديد من الإستخدامات الأخرى من الليثيوم.

من ناحيتها قامت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية بوضع تقديرات حول احتياطيات الليثيوم في أوائل عام 2015، ونتيجة لذلك إعتبرت بأن لدى العالم احتياطيات تكفي حتى 365 عاما في حال إستمرار الإنتاج العالمي الحالي على نفس الوتيرة أي حوالي 37000 طن سنويا, مع العلم بأن الإنتاج الحالي ينقسم إلى ثلاث إتجاهات متساوية:

– ثلث الإنتاج للسيراميك

– ثلثه الثاني للبطاريات

– ثلثه الثالث من أجل استخدامات متنوعة.

غير أن الدراسة عادت وشككت بكفاية هذا الإحتياط, فعلى الرغم من أن 365 عاما من إمدادات احتياطي الليثيوم أيون تبدو مريحة جداً، إلا أنه من المتوقع إرتفاع الطلب على السيارات الكهربائية في المستقبل, وبالتالي فإن سيناريو الـ100 مصنع ضخم ممكن أن يتحقق. وإذا حدث ذلك، فإن موجودات الـ365 عاما ستنخفض إلى 17 عاما (13.5 مليون طن من الإحتياطيات مقسومة على 800000 = 16.9 سنة).

وتساءلت الدراسة حول ما إذا كان بإمكان إنتاج بطاريات الليثيوم أن يرتفع من دون توقف؟ فوفقا لهذه الرياضيات السريعة فإن الجواب هو لا. فقد نتمكن من الإنتاج حتى 50 عاماً في حال إستعملنا كل مخزون الليثيوم وليس الثلث فقط وهو أمر قد يبدو مريحاً بعض الشيء ولكن على المدى الطويل فإنه ليس الحل المثالي.

نظرة أكثر تفاؤلاً في الصفحة التالية.. ولكن >>>

أهم المقالات