أكتوبر 18, 2017

خطة للحصول على إيرادات تفوق 70 مليار يورو.. فهل تنجح رينو؟

جنّ جنون شركة رينو! هذا برأيي. فبكل ثقة تعلن “مجموعة رينو” (Groupe Renault) عن طموحاتها بتحقيق إيرادات سنوية تزيد عن 70 مليار يورو، والأفضل من ذلك سعيها للوصول إلى هامش تشغيلي للمجموعة بأكثر من 7 بالمئة بنهاية الخطة، مع أساس يبلغ 5 بالمئة، إضافة إلى التمتّع بتدفّق نقدي حر إيجابي في كل سنة.

خطة دولية جديدة بعنوان Drive The Future قررت رينو تنفيذها خلال ست سنوات لتحقيق أهدافها. يبدو أن الشركة لم تعط أهمية كبيرة للكلفة الباهظة التي تستهلكها عملية تطوير أنظمة القيادة الذاتية والأنظمة التكنولوجية الحديثة التي ستمكنها من منافسة الصانعين الكبار الآخرين في الأسواق المستقبلية المتجهة نحو الكهربة واستلام الآلة زمام أمور القيادة.

صحيح أن رينو قد حققت مبيعات مضاعفة ثلاث مرات تقريبا في دول مجلس التعاون الخليجي على مدى السنوات الخمس الماضية، مما يعني ارتفاع شعبيتها في منطقة الشرق الأوسط. ولكن السعي إلى بيع ما يزيد عن 800 ألف مركبة بحلول سنة 2022 والإصرار على بلوغ هذا الحجم الهائل من الأرباح في ظل المنافسة الشديدة التي تسيطر على سوق السيارات الحالي، ولن يتراجع معدل التنافس خلال السنوات الست المقبلة، يبدو أنه صعب المنال. برأيي أن طموحات رينو كبيرة جدا، ولكن لا يمكن ان ننس أنها ليست لوحدها، فهناك حلف يدعمها، حلف قوي جدا جدا.

وفقا لخطة Drive The Future، تتوقع “مجموعة رينو” نمو حجم المبيعات الدولية بنسبة تفوق 40 بالمئة لتصل إلى أكثر من 5 ملايين مركبة، مقارنة مع 3.47 مليون مركبة تم بيعها في العام 2016، وذلك مع توسيع الشركة لمجموعة منتجاتها شاملة المركبات التجارية الخفيفة (LCV) والمركبات الكهربائية الجديدة منعدمة الانبعاثات إضافة لتعزيز نجاح مجموعة منتجات التداخل الدولي الموجودة لديها.

علاوة على هذا، ستسهم الخطة بتعزيز عمليات الأبحاث والتطوير، مع تحقيق وفورات إنتاج الحجم الكبير على المستوى الدولي لتحالف رينو – نيسان – ميتسوبيشي (Renault-Nissan-Mitsubishi) الذي يُعد الأكبر عالميا بقطاع السيارات، في الوقت الذي يتم فيه الحفاظ على النظام المالي وكفاءة التكلفة.

ما هي العناصر الأساسية المكونة لخطة رينو الجديدة؟

1- نمو دولي يتميّز بالربحية:

– 21 مركبة جديدة من ضمنها 3 إضافات

– توسعة التواجد في روسيا عبر رينو واستثمارات في لادا Lada

– تسريع الفرص في الصين، شراكات استراتيجية جديدة بقطاع المركبات الكهربائية (EV) والمركبات التجارية الخفيفة (LCV)

– النظر في فرص الأسواق النامية مثل البرازيل، الهند وإيران


2- مستوى وتقنيات التحالف لدعم النمو:

– توفير إنتاجي بقيمة 4.2 مليار يورو على مدى الخطة

– منصّات مشترَكة: 80% من مركبات “مجموعة رينو”

– استثمارات الأبحاث والتطوير: 18 مليار يورو على مدى ست سنوات مع تأثير مضاعَف للتحالف

– الاتصال: مركبات متصلة 100% في الأسواق الرئيسية

– قيادة ذاتية: 15 مركبة ذاتية القيادة

– خدمات تنقّلية جديدة: المركبات المستدعاة، خدمات التاكسي الآلي بنهاية الخطّة


3- إضافة إلى قوى “مجموعة رينو” الأساسية:

– تعزيز مجموعة المركبات التجارية الخفيفة (LCV) على المستوى الدولي، وأن تصبح لاعبا دوليا رائدا

– توسعة مجموعة مركبات إنتاج التداخل الدولي والتي تتمتّع بنجاح حالي كبير لدى رينو

– الريادة بقطاع المركبات الكهربائية (EV): 8 مركبات كهربائية كليا، 12 طرازا بقابلية شحن كهربائي

– مصرف وخدمات آر سي آي (RCI Bank and Services): تعزيز مستوى ولاء العملاء وتوسعة نطاق الخدمات المتصلة وخدمات التنقّلية

سوف تتضمّن أيضاً خطّة Drive the Future استثمارات في مجال التعزيز الرقمي لكافة أقسام الشركة، وبمجال توظيف المهارات الجديدة وتطوير الكفاءات. كما ستعمل الخطّة على تعزيز التنافسية التصنيعية، وتخفيض البصمة الكربونية للشركة وتعزيز مستويات الاستدامة.

خطة جيدة ومنظمة وهادفة، فما علينا سوى انتظار تطورات مجريات الأسواق العالمية للسنوات المقبلة لمتابعة نجاح خطة رينو أم فشلها.

أهم المقالات